مستشار شيخ الأزهر للوافدين : نسعي لصناعة الانسان الصالح و المتسامح وليس المتعلم فقط
أندونيسيا رقم واحد فى أعداد الطلاب الوافدين 15 ألفا
حوار سماح سعيد:
يعد الأزهر الشريف منارة الإسلام لدى المسلمين فى شتى بقاع الأرض، بما يميزه من وسطية الدين ونبذ التعصب والتطرف منذ نشأته قبل حوالي 1000سنة ويضم العديد من المؤسسات وهى ، المجلس الأعلى، هيئة كبار العلماء، مجمع البحوث الإسلامية، قطاع المعاهد ، مدينة البعوث الإسلامية، جامعة الأزهر.
ونظرا لكون الأزهر قبلة للطلاب الوافدين من دول العالم فهو دائما يسعى إلى التطوير والتجديد ويفتح ذراعيه لتقديم ما يحتاجونه من خدمات ،حتى يعودوا لبلادهم محملين بقدر كبير من العلم والأخلاق من وحى تجربتهم الفريدة .
لذا كان حوارنا مع الدكتورة نهلة الصعيدى مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين وعميد كلية العلوم الإسلامية لتحدثنا عن أحدث المراكز بتلك المؤسسة العريقة و فيما يلي نص الحوار
_ما هي الرسالة وراء إنشاء مركز للوافدين ؟
● تم انشاء مركز تطوير الوافدين الأجانب عام 2018 ورغم حداثته إلا أنه ولد عملاقا بفضل دعم ومساندة فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ،لم يكن أهدافه تقديم الخدمة للعملية التعليمية فقط وإنما لصناعة الإنسان مكتمل فى فكره وعقله وثقافته.
_ كيف يتم تلبية احتياجات الطلاب الوافدين؟
● هناك العديد من الوحدات الخدمية التى يشتمل عليها المركز منها ، الرعاية الطلابية ، الدعم النفسى ، التحول الرقمى، التعاون الدولى ، الدراسات والمشروعات، تنمية المهارات اللغوية وتطبيقاتها،الاختبارات ، شئون التعليم .
_ماذا أنجز مركز تطوير الوافدين منذ نشأته؟
● بدأنا بتطوير المناهج الدراسية لتلائم الإقبال الكثيف ، فالكثير من الطلاب الوافدين يعانى مشكلات فى العقيدة أو داخل بلادهم ويحتاجون لرأى الدين للبت فيها ، لذا قمنا بتطوير الصف الأول فى المرحلتين الإعدادية والثانوية ،تلاها الصف الثانى ثم الثالث بما يتوافق مع ظروفهم .
_ما نوعية المسابقات بالمركز ؟
● يوفر المركز الكثير من المسابقات العالمية على سبيل المثال، “مواهب وقدرات “والتى تشمل 16 فرعا منها ،الشعر ، الخط العربى ، الخطابة ، التصوير الفوتوغرافي، براعة التحدث باللغات الأجنبية، الرسم، وقد لاقت قبولا وصدي كبيرا لدى الطلاب الوافدين فى الموسم الثالث على التوالي وساعدتنا فى اكتشاف المواهب .
وهناك ” مأذنة الشعر “وكان أول انطلاقة لها عن الأزهر الشريف و عن علمائه ومناهجه ومكانته ، أما العام الثانى لها فكان عن حب مصر ، والثالث عن عن اللغة العربية
ولأول مرة فى الأزهر كان الإعلان عن مسابقة فن “الكاركاتير” وبدأت العام الماضى 2022 وتتحدث عن الأخوة الإنسانية وقيمة التسامح ، حيث ضمت لجنة التحكيم فنانين من اسبانيا وماليزيا والهند،أما هذا العام ستتحدث عن” تمكين المرأة” لاستعراض حقوقها وواجباتها، والهدف من ذلك إيصال لغة الإسلام للعالم بجانب المناهج والمحاضرات والندوات
_ وماذا بعد اكتشاف مواهبهم ؟
● لم نترك تلك المواهب هباء بل أنشأنا أكاديمية لتعليم الطلاب الوافدين وتدريبهم لتنمية مهاراتهم واستدامتها، وهناك “التحفة الازهرية” لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وهى عبارة عن سلسلة تعليمية أصبحت تدرس فى أمريكا وأستراليا وكندا ماليزيا إندونيسيا نيجيريا وتشاد .
، هذا إلى جانب افتتاح مراكز لتعليم اللغة العربية منها مركز “جامبيا” وقريبا فى تشاد وهناك العديد من الدول تسعى لإنشائها.
_ هل هناك خدمات أخرى يوفرها الأزهر للوافدين؟
● هناك مدرسة الإمام الطيب لحفظ القرآن و الهدف منها هو ليس التحفيظ فقط بل صناعة رجال من مأدبة القرآن حتى يكون لدينا الإنسان الصادق المخلص الأمين المتسامح إنسان يعرف كيف يتأدب ،بالإضافة إلى معهد الروضة والابتدائي لخدمة أبناء الوافدين مجانا ، فعندما يأتون بأسرهم ويكون لديهم أطفال صغار ينخرطون فى المجتمع ولكنهم لا يفهمون لصغر سنهم .
_ ما شروط الالتحاق بالأزهر فى ظل توجه غالبية الشباب المصرى للالتحاق بالجامعات الأجنبية؟
● الأزهر يستوعب جميع الطلاب و الفئات لانه رسالة عالمية لائحته مرنة ومتسعة ، فهناك المنح المتاحة وفقا لشروط معينة منها إدارية إلى جانب عقد اختبارات فى المستوى العلمى والعقلى واللغة ، أما من يأتى على حسابه الشخصى فإننا نحاول تيسير الأمر عليه فقد استحدثنا برنامجا لكبار السن بعدما كان قديما يشترط حتى 20 عاما ,تلبية لرغبة الدراسين فى الالتحاق برحاب الأزهر الشريف.
_ كم عدد الطلاب الوافدين و المشكلات التى تواجههم ؟
● 52 الف طالب وافد يأتون من 137 دولة،أما غالبية مشكلات الطلاب الوافدين إدارية مثل، الإقامات والجوازات والذين يأتون عن طريق السياحة كى يدرسوا وعدم كفاية المنح الدراسية لاعدادهم .
_ ماهي الدولة رقم واحد المصدرة للطلاب الوافدين ؟
● اندونسيا هى الدولة التي تحتل الصدارة فى الطلاب الوافدين حيث بلغ عددهم 15 ألف طالب ، وتليها ماليزيا و نيجيريا واقلهم هى الدول الأوربية بسبب عدم معرفتهم ببرنامج المنح الدراسية المتاحة فى الأزهر وبمجرد الإعلان عنها وجدنا إقبالا غير مسبوق من بريطانيا وأمريكا وألمانيا .