البيع بالإهداء سلوك حضاري لمن حقّق الشهرة والرواج
بقلم الكاتب الجزائرى شدرى معمر على :
انتشرت ظاهرة البيع بالإهداء والتوقيع في المعارض الدولية للكتب ، فنجد كل دار نشر إلا وخصصت جناحا لكتابها ليبيعوا نسخا من أعمالهم الإبداعية و الفكرية.
وهو نوع من التواصل بين الكاتب وقرائه و هو أيضا عربون محبة فالقارئ المحب لكاتبه المفضل يستغل الفرصة لشراء كتابه مع الإهداء و أخذ صورة تذكارية للتاريخ فهذا العمل يعد سلوكا حضاريا لا غبار عليه ..
ولكن في رأيي أن هذه العملية تنجح وتحقق مبتغاها مع مشاهير الكتاب الذين يملكون صفحات فيسبوكية يتابعها الملايين فهؤلاء الكتاب عندما ينظمون جلسة بيع بالإهداء يتهافت عليهم مئات المعجبين فتنفد أعمالهم بسرعة وهذا ما حدث في طبعات سابقة من المعرض الدولي للكتاب مع الكاتبة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي أو مع الكاتب محمد مولسهول ” ياسمينة خضرا” أو مع الكاتب الروائي الأردني أيمن العتوم الذي باع في العشر سنوات الأخيرة بالإهداء أكثر من مئة الف نسخة من كتبه …
أما أن يأتي كاتب نكرة مثلي ومثل غيري من الكتاب المسكونين بالوهم و يبقى ينتظر ويستجدي عابر سبيل عساه يتفضل عليه فيأخذ نسخة منه ولو بالمجان فهذا في نظري سلوك غير حضاري يذهب هيبة الكاتب غير المشهور…
من هذا المبدأ رفضت فكرة بيع كتبي بالإهداء حتى تتوفر الشروط المناسبة من شهرة و انتشار و إلا رحم الله امرأ عرف قدر نفسه …