أهم الأخبارمقالات

ويرحل فارس الضاد البروفيسور عبد المالك مرتاض بعد سنين من العطاء الفكري والأدبي

بقلم شدرى معمر علي:

كان يوما حزينا الثالث من نوفمبر، ترجل فيه فارس الضاد عن صهوة جواد البلاغة والفكر والإبداع الأدبي في مختلف مجالاته لقد كتب البوفيسور عبد المالك مرتاض الدراسات النقدية واللغوية و الرواية و أبدع في كل هذه الفنون وترك فيها آثاره وبصمته.

كان كتلة من نشاط وعمل دؤوب اشتهر كثيرا وعرف عربيا أثناء عضويته في برنامج أمير الشعراء لسنوات خلت لحرصه على تقديم ملاحظاته للشعراء فيركز على الاستعمال الصحيح للغة و معانيها فيكشف للشعراء جوانب النقص والخطا بالحجة والبرهان فكان يضفي على لجنة التحكيم نكهة خاصة وتثمينا لجهوده النقدية واللغوية والفكرية طوال عقود.

نال جائزة سلطان العويس الثقافية في دورتها السابعة عشرة فرع الدراسات الأدبية والنقد وهى المهمة التى أرجعت له بعض الاعتبار خاصة بعدما أبعد عن رئاسة المجلس الأعلى للغة العربية لأنه صدع بكلمة الحق وكان مصيره النكران والحصار.

يقول عنه الدكتور  محمد سيف الإسلام بـوفـلاقـة مشيدا ومنوها بشخصيته الموضوعية الفذة:”يعد العلاّمة الدكتور عبد الملك مرتاض أحد أبرز الكتاب الذين عرفتهم الجزائر في مرحلة ما بعد الاستقلال ، فهو من النوابغ الأفذاذ في تاريخ الجزائر في القرن العشرين ”

حيث إنه يُشكل بمفرده موسوعة علمية أسهمت بنصيب وافر في شتى ميادين المعرفة والعلم والأدب ،فهو شخصية مضيئة ،تعددت إسهاماته وتنوعت اهتماماته، فهو الأديب الروائي والقاص والمفكر والناقد والمؤرخ واللغوي والمحقق .

لم يترك مجالاً معرفياً دون أن يترك فيه بصماته الراسخة، التي تكشف النقاب عن رؤاه العميقة وتحليلاته الدقيقة وفكره الثاقب والحق، أن مؤلفاته التي تزيد عن ثمانين مؤلفاً علمياً متميزاً  هي أغنى ثروة يعتز بها أبناء المغرب العربي ، كما يعتز بها المشارقة الذين عرفوه محاضراً ومنظراً ومحللاً ولغوياً وعضواً في عدد من المجامع اللغوية والمؤسسات العلمية البارزة في المشرق والمغرب.

إنه رجل أثرى الحركة الأدبية والثقافية والفكرية بأعماله الجليلة وإنتاجه الغزير والمتنوع وأعماله تكشف النقاب عن شخصية علمٍ من أعلام الثقافة
وعندما نتأمل سيرة حياته نجد هذا الثراء والتنوع ؛ عبد الملك مرتاض (1354- 1445 هـ/ 1935- 2023 م) أستاذ جامعي ومفكِّر عربي جزائري من أعلام الأدب والنقد في عصرنا وباحث وكاتب موسوعي وأديب مبدع في القصة والرواية والمسرحية.

صنَّف أكثر من ثمانين كتابًا ودراسة بات كثيرٌ منها مراجعَ في الدراسات الأدبية والنقدية. تقلَّد منصبَ رئيس المجلس الأعلى للغة العربية في الجزائر، وهو عضو مراسل في مجمع اللغة العربية بدمشق وكان عضوًا في لجنة التحكيم لمسابقة أمير الشعراء في أبو ظبي وحصل على جائزة سلطان العويس الثقافية.

لقد رحل عنا وبقيت أعماله الفكرية تخلده وتنقش اسمه في سجل العظماء المؤثرين، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفر له ويرحمه عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.

زر الذهاب إلى الأعلى