ماذا لو أسسوا اسرائيل عاطفياً؟
بقلم أحمد الدخاخني:
منذ تأسيس الكيان الصهيوني وإعلانه كدولة باسم إسرائيل عام 1948، ونحن كعرب لم نتعامل مع القضية الفلسطينية سوى بالعاطفة والهتافات، ثم اليأس والإحباط، والأدهى من ذلك من يراها كقضية داخلية ليس لنا شأن بها سواء وطنياً أو عقائدياً أو إنسانياً أو أمنياً.
إذا راجعنا تاريخ ظهور الحركة السياسية الصهيونية “الإرهابية” سنلاحظ أن كل أفكار الغرب واليهود لم تكن على سبيل العواطف فقط، إنما أيضاً بالشكل العقائدي والخطة وتنفيذها، وقراءة عقول أعداءهم ” أي نحن” للتعامل معهم وكيفية خداعهم، والبحث عن نقطة ضعفهم واستغلالها جيداً كي يحققوا أطماعهم ومعتقداتهم المزعومة، بجانب بناء جيش قوي وتأسيس اقتصاد وعملة خاصة بها “الشيكل”، حيث بنوا الموساد أولاً ثم الدولة.
كلنا نعلم أن الفريق سعد الدين الشاذلي رحمه الله، كان هو العقل المدبر لمعركة أكتوبر المجيدة، فكان الشاذلي كان شخصاً مثقفاً لم يكتفِ عن السعي نحو استعادة قوة الجيش المصري ليضرب العدو الإسرائيلي قط، إنما أيضاً أراد أن يقرأ عقل العدو كيف يفكر وما هي نياتهم، فذكر الفريق الشاذلي مرةً في أحد اللقاءات عن سفر التكوين إصحاح عشرين، والذي يتحدث عن نية اليهود لاستعباد مدينة يدخولها أو يقتلوا أهلها جميعاً دون استثناء.
ولذلك فلنسأل أنفسنا.. ماذا لو أسس الغرب دولة إسرائيل على أرض فلسطين بالعاطفة والحماس؟.. سأجيب بضرب مثل تجربة الوحدة العربية بين مصر وسوريا، والتي لم تستمر سوى ثلاث سنوات، وفي تلك الفترة شهدت أخطاء سياسية واقتصادية، ما أدت إلى عواقب وخيمة انتهت بالانفصال، لأنها اكتفت بتوحيد الحاكم ومشاعر الشعبين المصري والسوري وليست على أساس بناء دولة.. فلو كانت الوحدة عن طريق توحيد العملة لربما كانت كفاية لاستمرار أكثر من ثلاث أعوام.
هكذا لو كانت تأسيس إسرائيل على أساس عاطفي دون خطة ودراسة لامتلاك القوة والقدرة على التعامل مع عدوهم لسقط الكيان دون معارك أو في أول اختبار.. ولذلك وجب علينا دراسة عدونا الإسرائيلي للانتصار عليه والقدرة الإعلامية لإقناع العالم بالقضية الفلسطينية، ليسأل المواطن الغربي نفسه ” كيف يكون هنا شعبان على أرض واحدة؟ ومن هم الفلسطينيين وكيف ظهروا؟ ومن هم الإسرائيليين ومن أين جاؤوا؟”، ونتوقف قليلاً عن الهتافات والشجب والتنديد الذي لا يثمن ولا يغني من جوع.