دانييل ستيل والكتابة من أجل الحياة
بقلم الكاتب الجزائرى شدرى معمر على :
الكاتب العربي البائس إذا باع بالإهداء مئة نسخة لأصدقائه وخلانه طار من الفرح وخلد هذه اللحظة الفارقة في حياته وعندما نتأمل كتاب العالم المشاهير الذين حققوا ثروة طائلة ورغم ذلك عاشواا متواضعين .
فالكاتبة الأمريكية دانييل ستيل التي اشتهرت بكتابتها الاجتماعية والرومانسية وخاصة الكتابة عن الأسرة ألفت 167 رواية وحققت ثروة صافية قدرها 600 مليون دولار واحتلت المرتبة الرابعة عالميا من بين أغنى المؤلفين وكثير من رواياتها احتلت المركز الأول في قائمة أفضل الكتب مبيعا في نيويورك تايمز ل 390 أسبوعيا متتاليا وبلغت مبيعاتها من الكتب 800 مليون نسخة ونشرت أعمالها في 43لغة في 69 دولة
ورغم هذه الشهرة والكتب الكثيرة لم يشغلها عن تكوين أسرة فلها ستة من الأبناء..
هؤلاء الكتاب المبدعون جعلوا شعارهم الأدب من أجل الحياة، نالوا الشهرة والمال والمجد الأدبي ، بينما الكاتب العربي شعاره الحياة من أجل الأدب فهو يضحي بما يملك من مال و جهد ووقت وأسرة من أجل الكتابة يدفع من جيبه لحضور ملتقى أو معرض أو استضافة في حصة تلفزيونية فهو أشبه بديكور تزين به القاعات والبلاطوهات.
لذا لا نستغرب من البؤس الذي يعيشه الكاتب المسكين و الأمر الغريب أن هذا الكاتب لا يشعر ببؤسه ومهانته بل يستمتع بهما ،فلو سمعت بنا دانييل ستيل فرق قلبها وتبرعت لنا بجزء ضئيل من ثروتها حتى تجعلنا ننسى شقاء الكتابة تلك اللعبة النارية في مجتمعات التخلف الممتاز.