في غزة ،، تشييع الإنسانية الي مثواها الأخير
بقلم سماح سعيد:
عبر تاريخ فلسطين العريق تعرضت للعديد من الاطماع الاستعمارية كان آخرها الاحتلال الاسرائيلي ذاك الإرث العفن الذى خلفه لنا الاحتلال الإنجليزى منذ الحرب العالمية الأولى، من خلال وعد بلفور المشؤوم ليس حبا فى الصهاينة بل لابعادهم عن دولهم ، لتزرع فى الشرق الأوسط هذا السرطان المدمر ليس فقط فى فلسطين بل لباقى الدول وما تبعه منذ عقود من حروب وصراعات وتناحرات وانقلابات عسكرية ما هى إلا لتأمين تلك الدولة الفاشية .
وسط نزيف الدم فى غزة نرى النصر قريبا، فهى الأرض التي ارتوت بدماء الأحرار لتطرح غدا ثمار الحرية، فمهما طال الليل لابد من أن يأتى النهار وإن غدا لناظره قريب، بين ركام و اطلال المنازل التي هدمت فوق رؤوس اصحابها لتقتلع عائلات من الحياة بأكملها من على وجه الأرض و غيرها من مشاهد القتل والتهجير القسرى لأصحاب الأرض و المذابح الجماعية والابادة حتى للأطفال الرضع ، فإن بصيص الأمل سيظل ينبض فى ثنايا قلوبنا بأن الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن .
لا اريد أن أدخل فى تفاصيل القصة والتى بدأت منذ 7 أكتوبر الماضي بين حركة حماس عقب محاولة تحريرها إحدى المستوطنات الإسرائيلية والتى هى فى الأساس ملكا لفلسطين لكنهم استولوا عليها بالقوة وهذا ما تعودناه من دولة محتلة غاشمة منذ عام 1967 .
ليكون الرد الموجع بشكل غير ادمى على مدار الشهر ونصف ، اينعم الحروب يعلو فيها لافتة اللا أخلاق والبقاء للاقوى ولكن كون دولة اسرائيل بكل ترسانتها العسكرية تساندها الولايات المتحدة الامريكية تستعرضان قوتهما على شعب اعزل لا يملك حتى جيشا نظاميا لتكون الحرب متكافئة فهذا قمة الجبن والخسة .
قتلت اسرائيل قرابة ال 15 ألف فلسطينيي نصفهم من الأطفال بلغ عددهم أكثر من 5000 و4000 إمرأة بنسبة 69 % من أعداد الشهداء الفلسطينيين،فهل بذلك قضت على حماس؟! ، فوالله لو انتهت حماس فستجد مليون حماس فى المستقبل بعد القتل والدمار وما فعلتموه بهذا الشعب وحتى من بقى منهم على قيد الحياة سيظل يعانى نفسيا حتي الذين نجوا من اعاقات جسدية خلفتها له تلك الحرب العنصرية الفاشية .
علينا أن لا ننسى تلك المشاهد الدامية الذى اعتصرت قلوبنا ألما وسط صمت وعجز الدول العربية لمساندة هذا الشعب المكلوم، جميعنا احس بغصة لعجزنا عن نجدتهم و انقاذهم من أيدى العدو الاسرائيلى الغاشم الذى لا يتغذى إلا على دماء الأبرياء ولا يتلذذ سوى بضحاياه.
لا نكتفي بمقاطعة من ساند هؤلاء فى حربهم ضد الأبرياء بل لنتذكر جميعا نظرة العالم الغربى الدونية للعرب واتباع سياسة الكيل بمكالين، فعلى سبيل المثال فى عام 2015 شهدت فرنسا مسيرة تضامنا مع مقتل 17 مواطنا لها فى حادث صحيفة شارل أبدو شاركها فى المسيرة 40من زعماء العالم ، أما غزة فيقتل فيها 15 ألف شهيد بدم بارد ولا نسمع حتى مجرد إعتراض أو إدانة أو شجب ،فلا سامحكم الله ،فغزة هى العزة وشعبها هم أصحاب الازض وهم قادرن على الصمود لاسترداد حقوقهم المنهوبة.