الشاعر والمفكر عمر أزراج جسر بين ثقافتين
بقلم الكاتب الجزائرى شدرى معمر على:
ازراج عمر الشاعر الكبير والمفكر العميق الذي طردته قصيدة وشردته لثلاثة عقود و أبعدته عن أرض طفولته التي شرب منها حليب الحرية و التمسك بالهوية ..و إن كانت تلك الغربة القاسية القسرية في مدينة الضباب سببت له معاناة وجدانية إلا انها كانت نافذة أطل منها على ثقافات الغرب..
الكاتب المفكر ازراج عمر يحمل الهم الثقافي عبر كتاباته النوعية المستمرة فمقالاته الثقافية و السياسية اليومية على مدار عقود تشهد له بهذا الحضور الفاعل المؤثر ولو جمع هذه المقالات لكانت نتيجتها عشرات الكتب في الفكر والثقافة ..وفي الآونة الأخيرة أصدر مجلة مثقافات الفصلية و قد أشار في عددها الاول إلى أنها :”تَسعى للمساهمة الجادّة في عمليات المثاقفة مع الثقافات والحضارات العالمية. مِن خلال هذا المشروع، نسعى إلى ردم الفجوات الكثيرة التي فصلت وما فتئت تفصل بيننا وبين الغرب والحضارات الأخرى في آسيا الوسطى وآسيا الأقصى والأمريكيتين الشمالية والجنوبية”، و”إلى فهم واستيعاب الثقافات الأجنبية… إدراك الروح التي تصدر عنها، في محاولة لغرسها في تربة ثقافاتنا وفق تركيبة تتحاور وتنسجم مع هويَاتنا”.
وفي حوار اجراه معه الكاتب الصحفي بوعلام رمضاني المقيم بباريس يعترف فيه بهذا الثراء والتنوع الذي يطبع مسيرته فهو مارس الصحافة والنقد و التنظير الفكري ويعترف أن بريطانيا منحته القدرة على التأمل و إعادة ترتيب حياته و استطاع ان يتغلب على الأمية لينفتح على ثقافات العالم فيتعمق في الفلسفة وعلم النفس يقول:”أنا لست صحفيا بالمعنى التقني للكلمة أنا تسللت إلى الصحافة بقفازات الشاعر والكاتب النقدي.
أما لقب مفكر فاعتبره عبئا ثقيلا وضعه على كتفي قراء لا أراهم في الحياة اليومية لأعاتبهم على ذلك ربما لأنني في السنوات الأخيرة من حياتي صرت ميَالا إلى الحركة ببطء ضمن أفق التفكير أكثر من القفز بسرعة في منعرجات الشعر. أكتب بنهم، وأقرأ بشراهة. أذكر أنني جئت، في عام 1986 من الجزائر معبأ بهواجس الشاعر وبعد 35 سنة من الإقامة والتعلم ببريطانيا فقد نبت لي جناح التأمل والإمعان في مساءلة أبعاد الأشياء. في بريطانيا تغلبت على الأميَة التي أورثتني إياها الجزائر وصرت أقيس الكون بميزان العقل النقدي وربما خسرت بسبب ذلك بعض البراءة التي كانت تسكنني في مدارات الطفولة البعيدة عني الآن.
عملت في الصحافة ببريطانيا من البيت غالبا، وكتبت التعليق الأدبي والسياسي والفكري. وهذا لأنني لا أحب أن أنافس بغير حكمة أصحاب المهنة الصحفية الحقيقيين. يعود الفضل في الكتابة عن القضايا الشعرية إلى إعادة تكويني ثقافيا وفكريا هنا ببريطانيا حيث درست بجامعة لندن الشرقية النقد الثقافي (النظرية والتاريخ) والفلسفة في جامعة ساسكس بجنوب إنكلترا، والفكر السياسي ما بعد الاستعماري بجامع, كانتبري، وكذلك التحليل النفسي الفرويدي وتطوراته على يدي جاك لاكان وميليني كلاي وتيار علاقات الموضوع بمعهد فرويد بمدينة لندن . لقد “زوَجت” هذه الأركان الفكرية ببعضها وتدربت كثيرا وبصعوبة من أجل فهم العلاقة بين الذوات والتاريخ. لقد منحتني هذه المحاجات الثقفية / الفكرية الفرصة لفهم أكثر لكيف يعقل العقل البشري الذات والطبيعة الأمر الذي أثر كثيرا على إعادة تشكيل سلوكي وشعري معا”
وهذه نبذة عن حياة هذا المفكر المغترب :
انطلقت مسيرة الشاعر الجزائري أزراج عمر في الجزائر كمستشار تربوي مكلف بالتربية الفنية بولاية البوبرة بين عامي 1973 و1980 بعد ذلك تم انتخاب في عام 1981 كأمين وطني مكلف بالعلاقات الدولية في اتحاد الكتاب الجزائريين بالجزائر وقد شغل هذا المنصب إلى غاية عام 1985.
وفي نفس الفترة تلمس طريقه الصحفي حيث عمل في مجلة المجاهد الأسبوعي (1981-1981. اتقل بعد ذلك إلى العمل كصحفي ومعلق سياسي وثقافي في مجلة الدستور بلندن، بريطانيا ما بين عام 1986 وعام 1990.
ومنذ عام 1990 أصبح يعمل لفائدة صحيفة العرب اللندنية كصحفي وكاتب زاوية يومية، ومازال يجود بكتابته في صحيفة العرب إلى اليوم.
كما شغل العديد من المهام من ذلك عضو اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا، في الاتحاد السوفياتي سابق، عضو مؤسس لجمعية الفلسفة القلرية في بريطانيا، عضو جمعية الثقافة العربية في بريطاني، وعضو الأمانة التنفيذية لمنظمة الأحزاب الاشتراكية والتقدمية لدول البحر المتوسط في مالطا.
كاتب وشاعر جزائري وكاتب مقالات في الصحف اليومية ومن النقاد المعروفين في الساحة الأدبية والثقافية العربية ولد في 28 أيلول/سبتمبر 1949 بمنطقة بني مليكش بولاية بجاية ولاية بجاية التي تقع في منطقة شرق/شمال الجزائر العاصمة وهو مقيم منذ عام 1986 في لندن. شاعر متمرد في الشعر والسياسة من أصول أمازيغية طفل لتاجر خضر درس في المدارس الفرنسية، وبالتالي تعلم الأمازيغية ثم الفرنسية، ويقول “إلى أن بلغت عمر 12 عاما لم أكن أعرف من اللغة العربية إلا ما أسمعه من آيات قرآنية”. ويقول إن والده قال له ذات مرة أنه إذا امتلك اللغة الفرنسية سوف تفتح له أبواب الدنيا في حين إذا امتلك اللغة العربية سوف تفتح له أبواب الجنة، ويفيد أزراج بأنه اختار الخيار الثاني. كاتب دائم في صحيفة العرب اللندنية في قسمي الآراء السياسية وفي الشأن الثقافي، ومساهم في مجلة الجديد التي تصدر من لندن..
وله أعمال ادبية وفكرية كثيرة منها :
كل كتابات أزراج عمر باللغة العربية التي يعشقها ومن بينها:
-ديوان وحرستي الظل 1975
-الحضور (مقالات أدبية) 1977
-الجميلة تقتل الوحش ديوا شعر 1978
-أحاديث في الفكر والأدب (حوارات فكرية وأدبية 1984)
-العودة إلى تيزي راشد (ديوان شعر) 1984
-منازل من خزف (دراسات في السياسات الثقافية الجزائرية) 1995.
-ديو ان الطريق إلى أنمليكش وقصائد أخرى 2005.
-يوميات الحراك الشعبي 2019.