الأغنياء يقرأون والفقراء يلهون
بقلم الكاتب الجزائرى شدرى معمر على:
اصحاب الثروات الضخمة التي تقدر بعشرات الملايير من الدولارات يقرأون بنهم ويخصصون ساعة أو اكثر للإبحار في عوالم الكتب وكيف لا وهي التي تلهمهم الأفكار التي يحولونها إلى مشاريع تدر عليهم ثروة طائلة و حسب الباحث الأميركي توم كورلي الذي قضى سنوات في دراسة له ببحث عن الاختلافات الجوهرية بين أصحاب الثروات وغيرهم من الناس، فتوصل إلى نتيجة وهي أن أهم ما يميز الأثرياء عن غيرهم من الناس العاديين هو التركيز على أوقات الفراغ والعادات اليومية التي يستغلونها في القراءة والتأمل..
ويرصد موقع “فينانثاس بيرسوناليس” (finanzaspersonales) الكولومبي في هذا التقرير أهم تلك العادات اليومية التي تميز الأغنياء، والتي لا يدرك أغلب الناس أهميتها ولا يُقبلون عليها رغم أنهم يمتلكون الكثير من أوقات الفراغ يوميا.
وفي كتاب “عادات الأغنياء” لتوم كورلي الذي وثق الأنشطة اليومية لحوالي 233 شخصا ثريا و128 شخصا يعيشون في ظروف عادية.
وخلال البحث حدد أكثر من 200 نشاط يومي يميز الأغنياء عن غيرهم، وخلص إلى أنهم يستفيدون بشكل رائع من أوقات فراغهم..
وحسب هذه الدراسة التي قام بها كورلي فإن 80% من الأثرياء يخصصون ستين دقيقة (60 د ) لتنمية مهاراتهم وتثقيف أنفسهم .
فمثلا بيل جيتس يقرأ 50كتابًا في السنة، بما يعادل كتاب كل أسبوع، وينشر على مدونته قائمة نصف سنوية بأفضل 5 كتب قرأها ليستفيد منها جمهوره، أما مارك زوكربيرج فأنشأ في عام 2015 ناديًا للكتب قدم من خلاله توصية لكتاب كل أسبوعين لملايين من متابعيه، فيما أعلن الثري المعروف وارين بافيت أنه يقضي معظم وقته في القراءة والتفكير (80%من يوم عمله).
كذلك الملياردير الأمريكي وارن بافيت الذي تبرع مؤخرا ب 3.6مليار دولار من أسهم مجموعته بيركشاير هاثاواي لخمس منظمات خيرية ، يقرأ كل يوم بين خمس وست ساعات في اليوم ويبلغ ما يقرأه يوميا خمسمائة صفحة(500 ص) ويطالع خمس جرائد يومية وعددا من المجلات والتقارير.
ومن بين الأثرياء رجل الأعمال الأمريكي مارك كيوبان الذي عرف بشغفه الشديد للقراءة والذي يقرأ أكثر من ثلاث ساعات يوميا ..وأوبرا وينفري اكتسبت عادة القراءة منذ الصغر وكانت زوجة أبيها تحثها على تخصيص نصف ساعة للقراءة يوميا وهكذا أسست نادي أوبرا للكتاب الذي تشجع من خلاله الناس على القراءة أو اقتراح كتاب أو مجموعة كتب لمطالعتها…
فلا تستغرب إذن من نجاح هؤلاء الأثرياء الذين أسسوا لتقاليد النجاح باستغلال أوقات فراغهم بالقراءة النافعة بينما الفقراء يضيعون أوقاتهم في المقاهي والملاعب وفي القيل والقال و اتهام الأغنياء بأنهم فاسدون ولصوص و أموالهم من حرام بل حتى نظرتهم للمال بأنه وسخ الدنيا و أن السعادة في القليل ويعيشون على الأماني والأحلام الكاذبة، فكن قارئا حتى لو لم تكسب المال فستكسب الغنى النفسي والثراء الروحي.
*الكاتب والباحث في التنمية البشرية شدري معمر علي *
[email protected]