غضوا أبصاركم عن إيران !
بقلم أحمد الدخاخني
يبدو أن الضربات الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق في بداية أبريل، كانت تهدف إلى أن يكون الحديث يتجه نحو الرد الإيراني الذي كان منتظراً عند الجميع للإلهاء عن الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأشقاء في قطاع غزة بفعل جرائم الاحتلال هربًا من المسئولية، خاصةً أن الرد الإيراني كان محدوداً وأقل مما كان يتمنى أو يتوقع كل من هو ضد الصهيونية، وكان الجميع على علم بموعد بدء الهجوم الإيراني على الأراضي المحتلة.
فمع إرسال المئات من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية عليها، إلا أن إسرائيل كانت على استعداد تام وقامت بإخلاء كل الأماكن التي استقبلت الصواريخ الإيرانية، ولم تستهدف الصواريخ الباليستية إسرائيل إلا سبعة صواريخ فقط واستهدفت قاعدة رامون الجوية في صحراء النقب وإصابة مجندة إسرائيلية واحدة ومطار عسكري بأضرار طفيفة.
من الطبيعي أن الحرب الإقليمية ليست في صالح الأطراف المتنازعة، لكن النزاع قد أفاد الطرفين بإعطاء كل طرف منهم رسالة أمام العالم أنه يستطيع الوصول إليه، فيما نلاحظ أن الأصوات التي تنادي بإسقاط حكومة نتنياهو قد انخفضت إن لم تلاشت لأن هذا النزاع تحول إلى “شماعة” استطاع نتنياهو أن يستغلها للتخلص من أي خلافات رأيناها بينه وبين الإدارة الأمريكية، وكذلك بين أعضاء حكومته، ومن ناحية أخرى فهذه فرصة ذهبية لتصفية القضية الفلسطينية وإخراجها من الحسبان.
ولذلك من قال إنها “مسرحية” من إخراج الولايات المتحدة فقد أصاب بنسبة كبيرة، رغم أن هذا النزاع لم يصل إلى ذروته بعد، لكن من المؤكد أن الاشتباك يصب في مصلحة الطرفين على حساب القضية الفلسطينية، وليس بعيدًا أن يكون الصراع خدعة لتصفيتها ونغض أبصارنا عن غزة.