عميدة كلية الآداب لطلابها: الدين والمجتمع والأخلاق هي حصونكم المنيعة من الوقوع فى براثن المشاكل
جامعة شمس هى إحدى الجامعات العريقة ، تأسست فى عام 1950، وتضم 15 كلية ومعهدين، ونظرا لتاريخ كلية الآداب العريق التى أنجبت العديد من عظماء وأدباء عرفهم العالم أجمع منهم الأديب والروائى نجيب محفوظ الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب عام 1988، لذا ذهبنا لتسليط الضوء عليها ومعرفة كيف تواكب متغيرات العصر وكذلك الحركة العلمية فى ظل تسارع وتيرة التقدم مع زخم التوسع في الكليات الخاصة والاهلية .
وكان لموقع نافذة مصر البلد هذا الحوار مع الدكتورة حنان كامل متولى عميد كلية الآداب جامعة عين شمس, التى تولت هذا المنصب منذ أكثر من عام ،حيث شغلت رئاسة قسم اللغة العبرية وآدابها لمدة 7 سنوات ، ثم وكيلا للتعليم والطلاب، الي أن أصبحت عميدة الكلية .
تتكون الكلية من الجهاز الإدارى المكون من 427 موظفا وموظفة وأكثر من 30 إدارة وتضم 75 عاملا وتشتمل على 3 قطاعات هى ، التعليم ،والطلاب والدراسات العليا، والبحوث والبيئة، حيث ينصهر الجميع فى بوتقة العمل لتكملة الآخر بهدف تقديم خدمة تعليمية متكاملة للطلاب وإليكم نص الحوار:
_كم عدد أقسام كلية آداب و ما هو الأقدم والاحدث بها ؟
*هناك أقسام اساسية نشأت منذ افتتاح الكلية مثل اللغة العربية ،تلاه علم النفس والاجتماع فى قسم واحد ثم انفصلا بعد ذلك إلى قسمين ، إضافة إلى اللغات الشرقية و الإنجليزية و الفرنسية،والتاريخ والجغرافيا، حتى بلغ عددهم عشرة أقسام.
ونظرا للتوسعات ومتطلبات سوق العمل فقد استحدثت الكلية أقسام جديدة للتواكب ذلك منها ، الإعلام، الآثار، الإرشاد السياحى، المكتبات والمعلومات، الدراما والنقد المسرحى ،وهو ما جعلها مصدرا للتميز فى كلية الآداب، حيث وصل عددها إلى 16 قسما .
_هل هناك أقسام جديدة متوقع انشائها داخل كلية الآداب؟
*مؤخرا استقل قسما آثار واعلام لتصبح كليات مستقلة بذاتها تحت قيادة جامعة عين شمس، ليصبح عدد الأقسام الذى تشلمها الكلية 14 قسما .
_رأى حضرتك فى استقلال أقسام الكلية هل يضرها أم يفيدها؟
* لا أفضل استقلال أقسام أخرى لأن التعدد داخل الكلية يعطى زخما وتنوعا كبيرا لتلبية رغبات الطلاب عند الالتحاق بها ، خاصة أن هناك أقساما تتبعها فروع مثل اللغات التى تعتمد على العمل التدريبى والميدانى ،كذلك العلوم الاجتماعية والإنسانية ، وهو ما يعزز مكانة الكلية ويزيدها ثراء.
_وما الأقسام المتوقع استقلالها مستقبلا ككليات منفصلة عن كلية الآداب؟
*تستقل تلك الأقسام نتيجة لجودة التعليم بها واكتمال اركانها من طلاب واساتذة وكل شئ،أما عن إنشاء أقسام أخرى جديدة فهناك العديد من البرامج الخاصة يتم استحداثها بعد الإطلاع على سوق العمل و الاجتماع مع الأطراف المجتمعية لمعرفة احتياجاتهم ومواصفات ممن يحتاجونه من خريجين،حتى لا يصبح عبئاعلى المجتمع وأسرته ونفسه فيما بعد .
_ما هى تلك البرامج؟
*هناك 4 برامج تمت بالفعل البدء فى الدراسة بها منذ 4 سنوات وهى، (الدراسات الإنجليزية والبيئية و ربطها بكافة مجالات الحياة و،نظم المعلومات الرقمية للمساعدة فى تقديم خريجين متميزين فى مجال المساحة والبرمجة و،العبرية والاسرائيلية ويعتمد على فلسفة دراسة المجتمع الاسرائيلي داخليا،و اللغة الهندية التى تنفرد به كلية الآداب جامعة عين شمس).بالإضافة إلى 3 برامج أخرى جديدة فى طور الإعداد وجاري التحضير للإعلان عنها قريبا وهى اللغات ( الإيطالية والتركيةوالفارسية).
_كم عدد طلاب كليات الآداب جامعة عين شمس؟
*بلغ عدد الطلاب بكلية الآداب جامعة عين شمس 25 ألف طالب .
_وكيف تتعامل الكلية مع هذا العدد الكبير من الطلاب ؟
* نتحايل على عدد الطلاب الكبير بزيادة عدد المحاضرات،حيث تبدأ من 8 صباحا حتى 8 مساء يوميا ، وتقسيم الطلاب إلى مجموعات وتوزيعها على الأقسام .
_وماذا عن أعداد طاقم التدريس بالكلية هل يكفى ؟
*الهيئة العامة لأعضاء التدريس تضم أكثر من 600 شخص، وهو عدد كافى ولا نواجه مشكلة فى ذلك ونادرا لو لجأنا إلى الانتدابات .
_لماذا نلاحظ ضعف الإقبال من الطلاب الوافدين على كليات جامعة عين شمس؟
*جامعة عين شمس من الجامعات المتميزة وذات صيت عريق ،وهناك إقبال من الطلاب الوافدين لكن على كليات معينة خاصة العملية مثل الطب أو الهندسة، أما الكليات النظرية فلديها إقبال ضعيف إلى حد ماونتمنى زيادته، حيث أن الكلية تضم الكثير من الأقسام المميزة والثرية تلبى رغباتهم،بالإضافة إلى موقعها الفريد وخدماتها المتنوعة، على سبيل المثال لدينا ومركزين لذوى الهمم والأبصار،ومكتبة عريقة حافلة بالكتب التاريخية الأثرية التي يرجع تاريخها إلى 200 عام .
_ بالطبع هناك مشكلات تواجهكم ؟
*هناك مشكلتان اساسيتان ، الأولى هى المنافسة الشرسة نظرا لافتتاح العديد من الجامعات الخاصة والاهلية والبقاء هنا للمتميز ،وهو ما جعلنا نستحدث نظام البرامج الذى يعطى تنوعا أكثر للطلاب و يعد تحديا كبيرا لجذبهم ،الثانية الاعداد الكبيرة من الطلبة .
_التعليم عن بعد هل أفاد الطلاب ام أضرهم ؟
*بدأ هذا التوجه (التعليم عن بعد ) عقب تفشى فيروس كورونا ،وعقب انحساره عادت الكلية لسابق عهدها من الحضور والغياب،خاصة أن هناك جزءا عمليا فى الدراسة بكلية الآداب، حيث تضم 4 معامل فى تابعة لأقسام اللغات هى،صوتيات،واستماع ،ومحادثة،وترجمة فورية .
_وماذا عن قطار التحول الرقمى داخل كليات جامعة عين شمس؟
*بالفعل جامعة عين شمس حريصة على مواكبة التحول الرقمى فى ظل الثورة التكنولوجية التى تجتاح العالم، وفى ظل توجيهات الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والدكتور محمد ضياء رئيس الجامعة، لذا تم انشاء منصة إلكترونية تضم كافة الكليات وتحتوى على المقررات الدراسية وتكليفات الطلاب والمداخلات بينهم وبين أعضاء هيئةالتدريس.
كما أن هناك استخداما واسعا للتحول الرقمى فى الكتاب الإلكتروني ،ونظام النتائج واعلانها، كذلك بيانات الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، وهو توجه غاية فى الأهمية خاصة بعد إعلان رئيس الجمهورية سياسة الدولة حتى عام 2030 .
_فى ظل تراجع القيم والاخلاقيات لدى فئة الشباب بالتوازي مع العولمة والثورة التكنولوجيا كيف تساعد الجامعة فى التصدى لذلك ؟
*لدينا قيادة جامعية واعية جدا وتعى تماما دورها فى تدعيم القيم والاخلاقيات لدى طلاب جامعة عين شمس من خلال قطاع خدمة المجتمع وشئون البيئة تحت رئاسة الدكتورة غادة فاروق، فهو لا يتوقف عن العمل على المستوى التطوعى والخدمى والخيرى والتوعوى والتثقيفى،والحديث عن تهذيب النفس واصلاحها، من خلال ورش العمل والندوات والارشادات واستضافة شخصيات محببة لدى فئة الشباب وتقديم نماذج مشرفة ،خاصة فى المناسبات مثل شهر رمضان والسادس من أكتوبر والأعياد الوطنية والقومية ،
وتسير كلية الآداب على دربها .
_وهل يستجيب الشباب لمثل هذه الطرق فى التوعية والارشاد ؟
*البيت والأسرة والمدرسة والجامعة أصبحوا فى منافسة شرسة مع وسائل التواصل الاجتماعي وأجهزة الموبايل والبقاء هنا للاقوى فى التأثير والاحتواء والاستيعاب والموعظة الحسنة وعدم اتباع نفس الطرق فى الإرشاد والنصح،و لابد من التعرف على الأسلوب الصحيح للدخول إلى عقلية الشباب ومحاولة فهمها، وضرورة الإنصات لهم مع الرقابة عليهم والتواصل معهم ومعرفة اخبارهم باستمرار ،هذا إلى جانب تنمية الوعى الدينى لانه الحصن المنيع وهو بمثابة التطعيم للوقاية من الوقوع فى براثن مشاكل سن الشباب ،ولابد فى النهاية أن يعى الشاب والشابة أن حدودهم دينيهم ومجتمعهم وأخلاقهم .
_نصيحة لطلابك ؟
*ادعوهم للاشتراك فى الحياة الجامعية بكل تفاصيلها إلى جانب الأكاديمية، بجانب حضور المحاضرات والتواصل مع الأساتذة،والانخراط فى الحياة الثقافية والعلمية والادبية والرياضية من خلال وحدات رعاية الشباب داخل الكلية، فهناك 13 أسرة طلابية لتنمية المواهب واكتشافهم تغطى كافة الأنشطة، وهناك فريق كورال وتمثيل يحتل المراكز الأولى دائما فى المسابقات المختلفة،واتمنى لهم جميعا كل التوفيق فى حياتهم العلمية والعملية.