مسرحية “ذات الرداء الأحمر “… وخط نجدة الطفل 16000
بقلم : دكتورة سامية دسوقى – خبيرة إعلام الطفل
أثناء مشاهدتي أنا وحفيدتي مسرحية “ذات الرداء الأحمر” على مسرح القاهرة للعرائس وعلى طريقة الفلاش باك استدعيت ذكرياتي القديمة ايام الطفولة وانا اجلس بين يدى أمى الحبيبة رحمها الله ولم اتخط 5 سنوات على الأكثر ، وهى كعادتها تحكى لى حواديت وحكايات ومنها حدوتة ذات الرداء الأحمر الجميلة والاختلاف بين ( ذات ) وانا طفلة صغيرة أنها لم يكن هناك أى نوع من التكنولوجيا بأشكالها الحديثة ومن أهمها الموبايل الذى غير وجه الحياة وعادات البشر واساليبه المعيشية والعلاقات الاجتماعية والانماط التعليمية والثقافية .
وهذا ما جسدته الطفلة ذات الرداء الأحمر فى العرض المسرحى حيث استوحت المسرحية شخصية ( ذات ) والأغانى من التراث، كما رأيت وبرع فيها كاتب الأطفال والشاعر وليد كمال الذى استطاع أن يقدم التحديات التى تواجه الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعى والمخاطر التى قد تواجههم واستدراجهم وايذاؤهم عن طريق الانترنت فى غياب دور الأسرة.
وقد تميز العرض بالعديد من الإيجابيات منها تقديمه عبر عالم العرائس المحبب للأطفال، وقد أبدع فريق تحريك العرائس بتقديم صور الشخصيات وكأنها حركات حقيقية وليس عبر عرائس متحركة .
كما تميز العرض بأصوات فنانين محببين ومشهورين بيننا كالفنانة الكبيرة إسعاد يونس، والقديرة هالة فاخر،و المتميز سامي مغاوري، و مايان السيد، و أشرف طلبة، والفنان تامر فرج، والفنان عصام الشويخ، ، بالإضافة إلى الأطفال ، ريم طارق وداليا طارق ،و ألحان المبدع هاني شنودة ، مع أخراج متميز لنادية الشويخ .
وقد تناول العرض عدة قضايا لتوعية الأطفال عبر استغلال الطفلة ( ذات) على مواقع التواصل الاجتماعى من التيك توك وغيره من 3 من الاشرار منهم، شخصية رجل مسن اوهمها أنه شاب صغير وذلك فى غياب الأب للسفر للخارج وكانت تحتاج إليه بشدة .
بينما كان هناك شخص غريب يلتقط لها صور على الموبايل بدون أن تعلم وطلب رؤيتها واستدرجها فى مكان ليس به شبكة ، إلا أنها بذكائها استطاعت ان تهرب منه ومن اثنين من اللصوص أرادوا سرقتها، واسرعت إلى بيت جدتها لتحتمي بها وسار وراءها اللصوص.
وتتصاعد الأحداث عندما تتصل بالشرطة وبخط نجدة الطفل (16000) التابع للمجلس القومى للطفولة والأمومة لإنقاذها الذين قاموا بدورهم ، وبعودة أبيها من السفر وبالفعل تم القبض على اللصوص، لتعترف أنها أخطأت فى استخدام الإنترنت بالتعامل مع الغرباء وإعطائهم معلومات عنها .
وكان دور الجدة مهما فى توعية ( ذات) بأهمية التعليم وتصحيح المعلومات المغلوطة لديها عن الزواج قبل استكمالها التعليم ، وأيضا دور صديقتها ساعدت فى حمايتها،وأهمية دور الأب ووجوده فى تربية وتنشئة الأطفال حتى لا يتعرض الأطفال للخطر ،فالمسرحية هادفة وترفيه تربوى للأطفال والتوصية بإمكانية الاستفادة منها ومن مثيلاتها من أفلام ومسرحيات التوعية.
ولتعميم الفائدة – بعد انتهاء العرض – طرحت على المؤلف والشاعر وليد كمال بأن يتم تسجيل المسرحية مع مقترح أن تعرض على التليفزيون لنشر التوعية للأطفال من خلال وسائل الإعلام وعبر المواقع المتخصصة للأطفال .
واطالب الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة بالتنسيق مع التليفزيون من أجل نشر العروض المسرحية الهادفة للأطفال مثل ” ذات الرداء الأحمر”، والتى نحن وأطفالنا بحاجة إليها فى ظل التغيرات التكنولوجية الكبيرة وحماية للهوية الثقافية للطفل.
وأخيراً اختتم كلماتى برسالة شكر والتحية لفريق العمل الراقى و لـ ( ذات ) التى تمكنت من اعادتى للطفولة ولو بطريقة الفلاش باك .