كيف تحمى نفسك من فيروس “جدري القرود “
“قنديل“: الوفاة لا تتعدى حالتين لكل 10 آلاف مصاب
تقرير سماح سعيد :
“جدرى القرود” .. ظهر هذا المصطلح عقب انتشار فيروس كورونا فى 2019 وتحوله إلى جائحة فى 2020،حيث كانت هناك حالة من القلق والذعر والترقب العالمى تجاه أى وباء يظهر على الساحة ،ولكن الغالبية لم تعيره اهتماما ،فعاد ليتصدر قائمة اهتمامات منظمة الصحة العالمية منذ اسابيع،بعد إعلانها حالة الطوارئ .
فى هذا الملف نقدم لكم كل ما تريد معرفته عن فيروس ( جدرى القرود )،فهو بالحديث فقد ظهر لأول مرة فى عام 1958فى الدنمارك، بعد إصابة مجموعة من القرود تم تربيتها لأغراض البحث العلمي،وكانت أول إصابة بشرية منه لطفل يبلغ من العمر 9 أشهر من الكونغو الديمقراطية .
ويعد جدرى القرود أقل عدوى من غيره من فصيلة هذه الفيروسات وأقل خطورة،وينتمى للفيروسات”الأورثوبوكس”،وهو مرض يشفى ذاتيا، حيث تستمر أعراض الإصابة به من( 2 إلى 4 )أسابيع.
وهو فيروسي حيواني المنشأ، يحدث بشكل أساسي في مناطق الغابات الاستوائية في وسط وغرب إفريقيا، ويتم انتقاله أحيانا إلى مناطق أخرى.
{ الأعراض }
تظهر أعراض جدري القرود على شكل حمى وطفح جلدي،بجانب تضخم الغدد الليمفاوية، وقد يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات من بينها الالتهابات الثانوية،كذلك الشعب الهوائية،و صداع بالرأس، وعدوي قرنية العين مع احتمال فقدان البصر،و ينتقل الفيروس إلى الإنسان من خلال الاتصال الوثيق مع شخص أو حيوان مصاب ، أو بمواد ملوثة به.
وينتقل فيروس جدري القرود من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال الوثيق (التلامسي ) مع التقرحات ،وسوائل الجسم،والرذاذ التنفسي، والمواد الملوثة مثل، فراش النوم أو المستلزمات الشخصية وغيرها.
وقد وفرت اللقاحات المستخدمة نسبة 15% من الحماية ،وهو أكثر شيوعا بين الأطفال،إلا أن هناك بعض الحالات ذات الأمراض المناعية يمثل خطورة عليهم بصورة كبيرة، وعلى الرغم من أن التطعيم ضد الجدري كان وقائيا في الماضي ، فإن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 إلى 50 عاما (حسب البلد) قد يكونوا أكثر عرضة للإصابة، بسبب وقف حملات التطعيم على مستوى العالم بعد القضاء على المرض.
أما عن نسبة الوفيات بين حالات جدري القرود فقد أكد الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة والسكان أنها لا تتجاوز حالتين ما بين 10 ألاف شخص ،وأن هذا الفيروس غير مقلق .
وبالنسبة لسحب العينات التشخيصية المثلى لجدري القردة فتكون من التقرحات الجلدية سواء بالحلق أو السوائل من الحويصلات والبثور والقشور الجافة.
{ طرق الوقاية}
أهم طرق الوقاية من العدوى هي زيادة الوعي بعوامل الاصابة و الخطر، الناتج عنها وتثقيف الناس حول التدابير التي يمكنهم اتخاذها لتقليل التعرض للفيروس، و يجب تنفيذ خطة استراتيجية لتقديم و توفير اللقاح إلى الأشخاص المعرضين للخطر مثل العاملين في المجال الصحي
_ تقليل مخاطر انتقال العدوى من إنسان الآخر،من خلال الترصد والتعرف السريع على الحالات الجديدة و هذا امر بالغ الأهمية لاحتواء تفشي المرض،مع تنفيذ الاحتياطات القياسية لمكافحة العدوى على العاملين فى المجال الصحى، و يجب التعامل مع العينات المأخوذة من الأشخاص والحيوانات المشتبه في إصابتهم بواسطة موظفين مدربين يعملون في معامل مجهزة بشكل آمن، بالإضافة الي ضرورة تحضير عينات المرضى بأمان للنقل مع عبوات ثلاثية وفقا لإرشادات منظمة الصحة العالمية.
من بين وسائل الحد من انتقال العدوى ايضا ضرورة التحذير من السفر إلى المناطق الموبوءة بجدرى القرود للحد من انتشاره ،و تجنب الاتصال غير المحمي بالحيوانات البرية ، خاصة تلك المريضة أو الميتة ، بما في ذلك لحومها ودمها وأجزاء أخرى، بالإضافة إلى طهي جميع الأطعمة التي تحتوي على لحوم جيدا قبل تناولها، مع تفعيل القيود المفروضة على تجارة الحيوانات،حيث وضعت بعض البلدان لوائح تقيد استيراد القوارض والرئيسيات غير البشرية.
إضافة إلى عزل الحيوانات الأسيرة التي يحتمل إصابتها بجدري القرود، ووضعها في الحجر الصحي الفوري ،كذلك وضع أخرى مشتبه فيها نتيجة لملامسة حيوانا مصابا ،والتعامل معها وفقا للاحتياطات القياسية، ومراقبة الأعراض لمدة 30 يوما .
اللوائح الصحية الدولية
{ العلاج }
_ من طرق تحسين الرعاية السريرية لجدري القرود بشكل كامل للتخفيف من الأعراض وإدارة المضاعفات ومنع العواقب طويلة المدى.
_تقديم السوائل والطعام للمرضى للحفاظ على التغذية المناسبة.
_معالجة الالتهابات البكتيرية الثانوية كما هو محدد.
_توفير العامل المضاد للفيروسات المعروف باسم “tecovirimat”، الذي تم تطويره لمرض الجدري من قبل الجمعية الطبية الأوروبية (EMA) لجدري القرود في عام 2022، بناء على بيانات من الدراسات التي أجريت على الحيوانات والبشر.
{ اللقاحات }
ثبت أن التطعيم ضد الجدري من خلال العديد من الدراسات القائمة على الملاحظة السريرية يكون فعالاً بنسبة 85% في للوقاية، وبالتالي قد يؤدي إلى مرض أقل أعراضاً،وهو على شكل ندبة في أعلى الذراع .
و يذكر أن اللقاحات لم تعد لقاحات الجدري الأصلية (الجيل الأول) متاحة لعامة الناس، بل للعاملين في المجال الصحى ،وتمت الموافقة على لقاح جديد معدل قائم على الفيروس (سلالة أنقرة) للوقاية من جدري القرود في عام 2019، وهو يتضمن جرعتين،ولكن لا يزال توافره محدودا.
وهناك لقاحات متطورة عبارة عن تركيبات تعتمد على الفيروس،لمنح الحماية المتقاطعة”Cross prevention” الممنوحة للاستجابة المناعية لفيروسات الأورثوبوكس.
طرق إنتقال العدوى(من حيوان إلى إنسان }
يمكن أن يحدث الانتقال من الحيوان إلى الإنسان من الاتصال المباشر بالدم أو سوائل الجسم أو التقرحات الجلدية،ففي أفريقيا ثبتت الإصابة بفيروس جدري القرود في العديد من الحيوانات بما في ذلك، السناجب المتسلقة للأشجار ،والجرذان الغامبية ، والفئران الزغبية Dormice، وأنواع مختلفة من القرود وغيرها.
و لم يتم تحديد البؤرة الرئيسية لجدري القرود بعد على الرغم من أن القوارض هي الأكثر احتمالا، بالإضافة إلى تناول اللحوم غير المطبوخة بشكل كاف والمنتجات الحيوانية الأخرى للحيوانات المصابة أحد عوامل الخطر المحتملة، لذا فإن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق الغابات أو بالقرب منها معرضون بشكل غير مباشر أو منخفض المستوى للحيوانات المصابة.
{ طرق العدوى من إنسان لآخر }
يمكن أن تنتقل العدوى من إنسان إلى أخر عن طريق الاتصال الوثيق بإفرازات الجهاز التنفسي، أو التقرحات الجلدية لشخص مصاب أو أشياء ملوثة حديثا،وقد ارتفعت أطول سلسلة انتقال (RO) موثقة في المجتمع في السنوات الأخيرة من(6 إلى 9) إصابات متتالية من شخص لآخر، وهو ما يعكس انخفاض المناعة في جميع المجتمعات بسبب التوقف عن التطعيم ضد الجدري.
كذلك يمكن أن تحدث العدوى أيضا عن طريق المشيمة من الأم إلى الجنين، مما قد يؤدي إلى جدرى القرود الخلقي أو أثناء الاتصال الوثيق أثناء الولادة وبعدها.