وزير الصحة يدير جلسة «التنمية البشرية في أوقات الأزمات» ضمن فعاليات المؤتمر العالمي PHDC24
كتبت سماح سعيد:
قال الدكتور عبدالله الدردري مساعد سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للبلاد العربية: «السكان في المنطقة العربية يشكلون 5% من سكان العالم، وفي منطقتنا 30% من إجمالي النزاعات، ورغم ذلك لدينا أفضل المؤشرات في التنمية البشرية، مما يدل على هشاشة تلك النزاعات».
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «الاستفادة من تحديات التنمية البشرية في أوقات الأزمات»، لتبادل الخبرات والرؤى ، والخطوات العملية التي اتخذتها بعض الدول.
ويأتي ذلك ضمن فعاليات افتتاح المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية PHDC24، والذي تعقد نسخته الثانية برعاية رئيس الجمهورية، خلال الفترة من 21 حتى 25 أكتوبر الجاري، تحت شعار «التنمية البشرية من أجل مستقبل مستدام».
وأشار مساعد سكرتير عام الأمم المتحدة ، إلى معالجة النزاعات بالعملية السياسية، يتطلب معالجة المشكلات من خلال ضمان سير مؤشرات التنمية البشرية في مسارات متوازية مع بعضها من خلال تمكين الصحة والتعليم والاقتصاد، لبناء بنية تحتية قوية.
كما أشار في هذا الصدد إلى أن مصر حققت إنجازًا عالميا في كفاءة البنية التحتية، فضلاً عن جهودها في التنمية التنمية البشرية بالتزامن مع التنمية الاقتصادية.
أدار الجلسة الحوارية، الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرالصحة،مؤكدًا أن الحروب والصراعات والتغيرات المناخية، التي تشهدها العديد من الدول قد تختلف في طبيعتها لكنها تتشابك في تأثيرها على التنمية البشرية ومستقبل الأجيال القادمة.
وأكد أن الدول بحاجة إلى سياسات واستراتيجيات شاملة تتعامل مع التحديات العالمية ليس فقط من الجانب الاقتصادي، بل أيضًا في مجالات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية.
واستشهدت الجلسة الحوارية، بعدد من النماذج للدول التي تواجه تحديات في مجال التنمية البشرية منها تجربة فلسطين، التي ما زالت تعيش في خضم الصراعات، وهي مثال حي على قوة الإنسان رغم الظروف الصعبة، وكذلك العراق وما تشهده من جهود جبارة لإعادة البناء بعد سنوات من الحرب، بالإضافة إلى التجارب المهمة في اليونان ومصر، حيث أثرت الأزمات الاقتصادية بشكل مباشر على الإنسان، ورغم ذلك استطاعت الدولتين التكيف والبدء في مسار التعافي.
وردًا على التساؤلات الموجهة خلال الجلسة النقاشية، أكد السفير بدر عبدالعاطي ، أهمية دور الدبلوماسية في العمل على تحويل التحديات إلى فرص، والحد من تأثير التداعيات السلبية لهذه التحديات بدافع للعمل الجماعي، حيث لا تستطيع الدولة بمفردها مواجهة ذلك .
ودعا في هذا الصدد إلى أهمية التشارك والعمل الدبلوماسي الفعال في حشد الجهود الدولية لمواجهة التحديات، من خلال العمل مع المجتمع المدني وبرامج التمويل التي تقدمها مصر لأشقائها،والاستفادة من الاطر الجديدة للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
كما أكد الدكتور ماجد أبو رمضان وزير الصحة الفلسطيني، أن الصراعات تستهدف المواطن ومحو الهوية في قطاع غزة، وليس فقط تدمير البنية التحتية.
وأوضح أن فلسطين استطاعت السير لتحقيق 7 من أهداف التنمية المستدامة، لكنها عادت لنقطة الصفر نتيجة لهذه الصراعات، مشيرًا إلى أهمية التركيز على رأس المال البشري، وضرورة الدعم الدولي الحقيقي، قائلا: «إننا لدينا إرادة قوية لإعادة بناء كل ما دمره العدوان في فترة قصيرة لكن نحتاج مؤازرة الشعوب معنا».
واستعرض أدونيس جورجياديس وزير صحة اليونان، جهودهم في التنمية الاقتصادية والإجراءات التي تتبع للتنمية والحفاظ على الثروة البشرية.
كما استعرض مساعي اليونان في مختلف المجالات، وعلى رأسها الاهتمام بالعنصر البشري كركيزة أساسية في عملية التنمية الاقتصادية للدولة.
كما أوضح الدكتور صالح مهدي الحسناوي وزير الصحة العراقى المساعي في إعادة الإعمار من خلال التنمية البشرية، موضحًا أن الدولة شهدت تدميرًا في البنية التحتية، مشيرًا إلى الاستراتيجيات لتنمية الطفولة المبكرة، وزيادة التغطية الصحية الشاملة.
ولفت إلى التحدي الذي وقف أمام العراق للاستفادة من ثروات شبابه الذين يمثلون 60% من المجتمع، وكيف تغلب على ذلك من خلال استحداث برنامج المشاريع الصغيرة، وتطوير مهاراتهم، والمشاركة الحقيقة المجتمعية للنساء ، فضلاً عن الخطوات التي يتبعها لمرونة التنمية البشرية.
ولفتت ديان كيتا ممثلة سكرتير عام الأمم المتحدة ونائب رئيس صندوق الأمم المتحدة للسكان، إلى أهمية انعقاد المؤتمر، مشيرة إلى التقدم الذي حققته مصر لاسيما في النظام الصحي، مشيرة إلى دعم صندوق الأمم المتحدة للقطاع الطبي في مصر.
ونوهت إلى أهمية نموذج العيادات الطبية المتنقلة في وصول الخدمات لكافة المناطق وحصول المواطنين عليها،مستعرضة دعم صندوق الأمم المتحدة للدول في تحويل النمو السكاني من عبىء إلى قوة للتنمية.