وزير التعليم العالي يزيح الستار عن الخطط الطموحة لعام 2025
إنشاء 17 جامعة تكنولوجية جديدة
كتبت سماح سعيد:
أوضح الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن الوزارة بصدد إنشاء 17 جامعة تكنولوجية جديدة في كافة أنحاء الجمهورية، وذلك لتأهيل الخريجين، وتلبية متطلبات سوق العمل، مع تفعيل دور التحالفات الإقليمية والتعاون مع الصناعة في تدريب الطلاب وصقل مهاراتهم.
جاء ذلك خلال استعراض وزير التعليم العالي والبحث العلمي خطة الوزارة لعام 2025،والتى تتضمن تنفيذ العديد من المشروعات، لإيجاد منظومة تعليمية وبحثية متكاملة تواكب الاحتياجات.
ويأتي ذلك في إطار تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي تتماشى مع رؤية مصر 2030، وهي شاملة تهدف إلى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
وأشار الوزير إلى أن أولويات عمل الوزارة خلال عام 2025 تتمثل في تعزيز الابتكار وريادة الأعمال، وتحويل مخرجات البحث العلمي إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية تساهم في خدمة الاقتصاد الوطني.
كما أشار إلى أن ذلك يأتى من خلال توثيق التعاون بين الفاعلين في المنظومة الجامعية والبحثية والمستفيدين عبر برامج ومبادرات تنفذها الجهات التابعة للوزارة، والتي تشكل الأذرع الفنية لها، مثل هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ.
وأكد استمرار تكثيف الجهود تحت مظلة المبادرة الرئاسية “تحالف وتنمية”، بهدف تحقيق طفرة تنموية في الأقاليم الجغرافية المختلفة، مشيرًا إلى أنه سيتم العمل على تعزيز التعاون العلمي والبحثي بين الجامعات ، ومجتمع الصناعة والأعمال، والمؤسسات الإنتاجية.
كما أكد تفعيل دور هذه التحالفات في تحقيق التنمية الشاملة، والعمل على الخروج بخطط تنمية نابعة من كل إقليم، ودعم جهود توطين الصناعة وتعزيز الابتكار، من خلال إنشاء شركات بحثية تُساهم في تحقيق التنمية المستدامة، بما يعود بالنفع على المجتمع والاقتصاد الوطني.
ونوه إلى مواصلة التعاون مع مختلف المؤسسات الدولية المرموقة في إطار الشراكات العالمية لمؤسسات التعليم العالي؛ بهدف تحقيق الريادة في هذا المجال.
ولفت إلى مجالات التعاون الدولي التي تركز عليها الوزارة، ومنها تعزيز التعليم العابر للحدود؛ بهدف تقديم تجربة تعليمية متميزة للطلاب؛ بما يسهم في تحويل مصر إلى مركز إقليمي،موضحًا أنه سيتم دعم جهود الاستثمار من خلال تهيئة بيئة مناسبة، وتوفير البنية التحتية اللازمة، بالإضافة إلى وضع السياسات والإجراءات الداعمة، وتقديم الحوافز المناسبة للمستثمرين، إلى جانب دعم تنوع مؤسسات التعليم الجامعي.
كما لفت إلى تكثيف جهود الاستفادة من بنك المعرفة المصري (EKB) كمبادرة رئاسية لتعزيز البحث العلمي، موضحًا دوره في رفع تصنيف الجامعات والمؤسسات البحثية إقليميًّا ودوليًّا ،بفضل احتوائه على مصادر ثقافية ومعرفية وبحثية تدعم التعليم والبحث العلمي.
كما نوه إلى متابعة تحسين ترتيب الجامعات في التصنيفات العالمية، بما يتماشى مع الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، والتركيز على المرموقة منها التي تعتمد على معايير دولية، سواء بزيادة عدد الجامعات أو بتحسين ترتيبها.
وتطرق إلى إتاحة الخدمات التعليمية من خلال التوسع المستمر في إنشاء الجامعات الجديدة، وبخاصة إنشاء أفرع للجامعات الأجنبية المرموقة؛ بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية، وتقديم خدمة متميزة بمعايير دولية، وتلبية احتياجات الطلاب في مختلف المناطق.
كما أوضح أن الهدف من الجامعات الأجنبية هو توفير فرص تعليمية متميزة للطلاب، وتحقيق توزيع جغرافي عادل للمؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى تطوير هذه الجامعات لتكون مجهزة بالبنية التحتية الحديثة، و برامج أكاديمية متنوعة تتوافق مع متطلبات سوق العمل.
وأضاف أنه سيتم مواصلة العمل في ملف التحول الرقمي في التعليم العالي، واستكمال تنفيذ الخطة الشاملة، وفقًا للمبادئ السبعة للإستراتيجية الوطنية، وتتمثل المحاور الرئيسة في بناء وتطوير أساس رقمي مركزي، وتعزيز مهارات خريج المستقبل 2050، وتطوير مؤسسات تعليم عال ذكية وفعالة.
كما أضاف تنفيذ مبادرة “تعليم عالٍ آمن رقميًا” لتدريب العاملين على التكنولوجيا، وتوفير بيئة تعليمية إلكترونية تفاعلية، بالإضافة إلى توفير حوسبة سحابية مجانية لأعضاء هيئة التدريس والباحثين، وزيادة عدد المنصات الرقمية.
كما تطرق إلى العمل على جذب الطلاب الوافدين للدراسة في الجامعات المصرية، من خلال التعاون مع المكاتب والمراكز الثقافية بالخارج، وتطوير مكانة المؤسسات التعليمية والبحثية المصرية عالميًا.
وتابع تسهيل إجراءات التقديم عبر منصة “ادرس في مصر”، وتدعيم جهود الدولة كوجهة تعليمية رائدة في إفريقيا والشرق الأوسط.
وصرح د.عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة أن خطة الوزارة لعام 2025 تهدف إلى تطوير منظومة الابتعاث؛ لتوفير فرص كبيرة لشباب أعضاء هيئة التدريس والباحثين من خلال بعثات علمية قصيرة المدة للجامعات المرموقة دوليًا، في كافة التخصصات العلمية، وخاصة تلك التي تخدم قطاعات التنمية في الدولة، موضحا أهميتها فى تنمية المعارف والمهارات.
كما صرح أن الوزارة ستستمر في تطوير عمل لجان القطاع بالمجلس الأعلى للجامعات؛ بهدف الاستجابة للتخصصات العلمية الجديدة والبينية التي تواكب التطورات العالمية،وتطوير المنظومة الرقمية.
وفيما يتعلق بالتوسع في إنشاء وتطوير المستشفيات الجامعية، أشار المتحدث الرسمي للوزارة إلى استمرار الجهود في بناء المزيد منه وتزويدها بالنظم الرقمية في الإدارة، مع تحسين كفاءة وخبرات العنصر البشري.
بالإضافة إلى زيادة عدد الأسرة بالمستشفيات، وتزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، وتوسيع عدد التخصصات الطبية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، مؤكدًا دعم ملف القضاء على قوائم الانتظار، والمشاركة في تنفيذ المبادرات الصحية.
وكشف عن استمرار اهتمام الجامعات بالمشاركة المجتمعية بالتعاون مع مبادرة “حياة كريمة”، من خلال القوافل الطبية، والبيطرية، والزراعية، إضافة إلى الندوات التثقيفية والفعاليات والأنشطة المختلفة.
وقال : سيتم العمل على بناء القدرات، وبذل مزيد من الجهود في المجالات الصحية والبيئية والبيطرية والاجتماعية،كذلك محو الأمية بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار، تفعيلا لدور الجامعات في خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
وأعلن توسيع قاعدة الأنشطة لتشمل جميع الطلاب في مؤسسات التعليم الجامعي، من خلال تنفيذ العديد من الفعاليات التي تهدف إلى تنمية وعيهم والارتقاء بمواهبهم وقدراتهم، سواء على المستوى المركزي من خلال معهد إعداد القادة والاتحاد الرياضي للجامعات، أو عبر الأسابيع الشبابية والفعاليات والأنشطة المختلفة طوال العام.
كما أعلن استمرار مشاركة الجامعات والمعاهد في تنفيذ المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية “بداية جديدة لبناء الإنسان”.
وختاما أشار إلى تضمين الأنشطة الطلابية فعاليات خاصة بذوي الهمم، لتنمية وصقل مهاراتهم و دمجهم مع زملائهم وتمكينهم في المجتمع، موضحًا أن ذلك يأتي في إطار المبادرة الرئاسية «تمكين»، التي تهدف إلى التوعية بحقوقهم وواجباتهم، وتعزيز جسور التواصل، ومنحهم الفرص التدريبية المناسبة.