الشماتة فى الموت
الشماتة في الموت ليست من خصال المسلمين، فالاسلام دين السماحة والرحمة والعدل والمساواة والسمو في الأخلاق والرقى في التعامل وغيرها من المبادىء والقيم السامية التي لا تعد ولا تحصى ،ولنا في ذلك قدوة في رسولنا الكريم عندما قام لجنازة فقيل له أنها ليهودي قال (ص) ” أليست نفسا “رواه البخاري ومسلم ، ويأتي هذا بعد سلسلة من الأحداث الدامية التي وقعت سواء في مصر أو لبنان أو فرنسا وخلفت وراءها عشرات القتلى والجرحى من غيرالمسلمين ،ولكن في النهاية هم ضحايا أبرياء ليس لهم ذنب سوى أن أقدارهم شاءت بهم ركوب تلك الطائرة كما حدث في الطائرة الروسية بشرم الشيخ أو التواجد في أماكن التفجيرات كما حدث بفرنسا.
اعرف أننا في العالم العربي تشعر بالمرارة والكبت والظلم تجاه ماتنتهجه الدول الغربية بحق المسلمين في شتى بقاع الأرض من عنصرية والكيل بمكيالين وعدم الاكتراث لما يحدث للمسلمين في فلسطين وسوريا والعراق وبورما وأفريقيا الوسطى ،لكن يجب علينا أن نتعامل بأخلاقنا لا بأخلاقهم فهم يحاولون تشويه صورة الإسلام والمسلمين سواء من خلال تنظيم داعش الغربي الصنع أو غيره من الطرق .
لن أدخل كثيراً في دهاليز السياسة وسراديبها لأن الكثير منا أصبح يدرك الحقيقة و ما يعنيني هنا هو الشأن المصرى وما يجب علينا عمله كمسلمين ومصريين ، فقد أصبح شغلنا الشاغل التفكير في العالم الخارجي أكثر من التفكير في قضيانا الداخلية علينا ترك المشاكل الخارجية قليلاً التي لا تفيدنا بشيء غير أنها تستنزف تفكيرنا وعقولنادون جدوى ، فجميعنا نتساءل هل الطائرة الروسية المحطمة بداية حصار اقتصادي على مصر؟ ولا نفكر مثلاً في 3،5مليون عاطل عن العمل في الربع الثالث من العام الجاري وفقاً للجهاز المركزي للأحصاء والتعبئة ، وما دور الدولة تجاههم وما ينبغي عملة هل هذا ليس حصارا اقتصاديا ؟،وما الحل في مشكلة الإنجاب والزيادة السكانية التي أصبحت كارثة يواجهها المجتمع المصرى ؟؟ وغيرها من المشكلات التي لا حصر لها.
البداية هو تشتغل على أنفسنا ونصلح ما بها من عيوب والتخلص من العادات السيئة والسلوكيات الخاطئة (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )، وان ننحي خلافتنا جانبا ونتفق ونتعاون ونتحد سويا بغض النظر عن انتمائك السياسي أو الديني وأن نتحلى بصفات الإسلام بالفعل وليس بالقول، يليه مرحلة العمل ثم العمل بجد واجتهاد وإتقان والمشاركة الفعالة في قضايا مجتمعنا حتى ينهض ويتقدم ،وقتها سنشعر بالاحترام لأنفسنا قبل أن يحترمنا العالم الخارجي وسنقدم للعالم نموذجا مشرفا للمسلمين والمصريين .
لمزيد من مقالات الكاتبة الصحفية 👈سماح سعيد
Samah said [email protected]