ياسمين سارقة التريند بالإكراه
سماح سعيد تكتب ياسمين سارقة التريند بالإكراه :
نعانى فى هذا الزمن من وباء “التريند “ذلك السرطان الخفى الذى يلهينا عن مشكلاتنا الحياتية لاستنزاف تفكيرنا وطاقتنا الذهنية والكلامية في موضوعات ليست ذات قيمة ولن تضيف إلينا معلومة مفيدة حتى تستحق الالتفات إليها أو حتى مجرد البحث عنها ومناقشتها لتنشغل الغالبية فى تصدر المشهد علي مسرح السوشيال ميديا العبثى لجمع أكبر عدد من المشاهدات أو التعليقات سواء بالتأييد أو المعارضة.
هناك من أبطال هذا المسرح اناس مجهولة تتخده ذريعة للشهرة ، والبعض الآخر هم نجوم الفن والرياضة والإعلام الذى تسلط عليهم أعين الجمهور فى أدق تفاصيل حياتهم وتلك ضريبة شهرتهم ،ومنهم لم ينل قسطا من النجومية فيفتعل توجها معاكسا حتى يصبح حديث الساعة سواء أكان المحتوى دينيا أو غيره.
هذا ما فعلته المذيعة ياسمين عز فى برنامجها “كلام الناس” على قناة “MBCمصر”، لست من هواة برنامجها لكنى كنت أشاهد بعض مقتطفاته بالصدفة ،بدأت بمغازلة نجومها من الرجال بطريقة فجة واستمرت فى هذا المنوال للبحث عن الشهرة، بالرغم من كونها إعلامية على قدر كبير من الجمال كان من الأفضل لها توظيفه فى صناعة محتوى هادف يخدم الجمهور من خلال الثقافة والقراءة والاجتهاد والعمل على موضوعات متميزة بدلا من هذا الأسلوب الرخيص والمفتعل لتصدر قائمة التريند .
وعندما بحثت عنها لأعرف من هى وجدت إنها بدأت التمثيل فى عام 2010 فى مسلسل( بره الدنيا ) ومن الواضح إنها لم تلق نجاحا كممثلة فجاءت لتبحث عن البطولة فى دور المذيعة وعندما وجدت نفس الاخفاق خلال 11عاما من تاريخها المهنى ، ذهبت إلى موضوعات تافهة مستفزة مثيرة للجدل لتحصد منها نجاحا وهميا كفقاعات الهواء ما يلبث أن يختفي بعد برهة من ظهوره .
لا أقول هذا من منطلق نصائحها المستفزة للمرأة فى معاملة زوجها والتى يصفق لها الرجال ولكن أشعر بالحزن ممن يتخذ الإعلام منبرا لتأجيج المشاعر سواء ضد الرجل أو المرأة، أما عن مضمون كلامها فأتمنى أن تطبقه على أرض الواقع فكيف لشابة بلغت ال35 عاما أن تكون واعظة ومنظرة على السيدات ، ومن أين لها بهذه الحكمة ؟ هل بناء على دراسات وخبرة أم بمحض الصدفة ؟.
الطاعة العمياء للزوجة لن تولد السعادة والهناء للأسرة بل ستؤدى إلى الملل وتولد بداخلها كم لا بأس به من العقد النفسية لن يحمد عقباها، فالأنثى احساس فطرى يولد داخل كل سيدة حتى وإن تظاهرت بعكس ذلك نتيجة لظروف حياتية أو مجتمعية تفرض عليها، وهى كيان له طموحه ورغباته لا أقول لتحريضها على منافسة زوجها فى المكانة ولكن لا ينتقص الرجل من قدر زوجته لمجرد الانصياع لعادات مجتمع ذكورى قائم على العنصرية.
ولكم فى السيد أحمد عبد الجواد فى ثلاثية الأديب العالمى نجيب محفوظ حياة ، وغير مقبول أن يرد بعض الرجال بإنه كان مجرد تمثيل بل كان واقعا تعيشه أغلب النساء بالرغم من الطاعة العمياء لهن فى تلك الحقبة التاريخية ،هل تعلمين عزيزتي ياسمين أن هناك 5 ملايين امرأة يعانين من عنف الزوج سنوياً وهناك 2 مليون تعرضن لإصابات من الزوج أو الخطيب، بينما عدد النساء المعنفات اللواتي تقدمن ببلاغات للشرطة بلغ 75 ألف امرأة،وفقا لتقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ،فكيف لك أن تنصحينهن بنبراتك الشتوية .
دور الإعلامى يا سادة والكلام هنا ليس لياسمين فقط أن يقدم الموضوعات والقضايا ويستضيف الخبراء والمتخصصين لعرض وتبادل الرؤى دون ان ينحاز لهذا أو لذاك بل يلتزم بالموضوعية ويترك الحرية للجمهور لتشيكل وعيه ، أما ما يحدث على الساحة الإعلامية هو شغل مصاطب ليس له علاقة بالمهنية ولا الحرفية أما بهدف جنى الأموال أو للبحث على الشهرة .
تابعونا على نافذة مصر البلد