وزير التعليم العالي يلقي كلمة في قمة مجموعة الـ77 والصين بكوبا
ألقى د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كلمة جمهورية مصر العربية أمام قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة الـ 77 والصين.
تقدم الوزير بالتعازي لشعبي المغرب وليبيا على ضحايا الكوارث الطبيعية الأخيرة، والتي أعلنت حالة الحداد لمدة 3 أيام.
وأعرب عن تقديره للرئاسة الكوبية النشطة لمجموعة الـ 77 والصين وما تناولته القمة من موضوعات ذات أولوية لدول الجنوب للخروج بنتائج ملموسة، الأمر الذي تجلى في تنظيمها تحت عنوان “تحديات التنمية الحالية دور العلم والتكنولوجيا والابتكار”.
وأشار إلى أن المشاركة في القمة كمُمثلين عن دول العضوية هو تأكيد على الالتزام الجماعي من قبل الأعضاء باستثمار قوة العلم والتكنولوجيا والابتكار، كمحورين للتقدم نحو تحقيق التنمية العالمية العادلة في مواجهة التحديات، مُتطلعًا للوحدة والتضامن لإعادة تشكيل المشهد الدولي المبني على مبادئ العدالة والتعاون.
وأكد الوزير خلال كلمته على الدور الذي يلعبه العلم والتكنولوجيا والابتكار في تحقيق التنمية المُستدامة، مشيرًا إلى وضع إستراتيجيات التعليم العالي والبحث العلمي في إطار تحقيق أهدافها التي أقرتها الأمم المتحدة.
ولفت إلى أن العالم في هذه الألفية وخصوصًا دول الجنوب أصبح متقاربًا في المشكلات التي تواجهه، ومؤكدًا على أنه لا سبيل في تخطيها غير طريق العلم والتعلم.
وأوضح أن إستراتيجية العلوم والتكنولوجيا والابتكار اشتملت على مسارين رئيسيين هما: (تهيئة بيئة مشجعة ومحفزة على الابتكار_ نقل وإنتاج وتوطين التكنولوجيا).
كما أشار إلى شكلت الإستراتيجية منذ إطلاقها في شهر مارس الماضي تحالفات وطنية في الأقاليم المختلفة لدعم التعاون الأكاديمي بين القطاعات ؛ بهدف نقل التكنولوجيا وتعزيز ثقافة الاقتصاد القائم على المعرفة.
كما أكد على أن القمة تقتضي تعزيز دور وحدة الدول الأعضاء واتخاذ القرار الفعال بشأن الإجراءات الجماعية والعملية لمواجهة التحديات المُعاصرة والتي لا تعرف حدودًا.
كما أوضح الالتزام بالشراكة مع الدول الأعضاء لإيجاد حلول مُبتكرة لمواجهة القضايا العالمية ومنها ضمان أمن الغذاء والرعاية الصحية وريادة عمليات الإنتاج الجديدة وتعزيز البيئات المُستدامة.
كما لفت إلى أهمية بناء أجيال من العلماء والمُبتكرين ووضع الأولوية الممنوحة للتعليم وإنشاء إطارات أخلاقية تُمهد الطريق للتقدم المُستدام والمسئول.
وشدد على أن التقدم العلمي والتقني هو مفتاح تحقيق التنمية المُستدامة، مشيرًا إلى أن العلم والتكنولوجيا والابتكار كانوا في طليعة الاستجابة لجائحة (كوفيد – 19)، والتي واجهها العالم وأصابت الملايين على سطح الكرة الأرضية وأودت بحياة مئات الآلاف.
واستكمل أن العلماء في مختلف بلاد العالم عكفوا على إجراء الدراسات والبحوث المعملية والتجارب السريرية؛ لإيجاد حل سريع وعاجل لإيقاف تطور وتحور الفيروس إلى أن ظهر اللقاح بجهودهم ، مما يؤكد على أن التكنولوجيا الحديثة والعلوم البازغة و النابغين هم الثروة الحقيقية في مجابهة المخاطر.
واستعرض جهود كوبا وخاصًة قطاع الصحة والأبحاث الطبية في تقديم المساعدة لعدد من الدول المتضررة وسرعة تطوير لقاحات ضد الفيروس، مما أسهم في إنقاذ الملايين حول العالم وساعد على سرعة العودة للحياة الطبيعية، والتعافي من الآثار السلبية التي خلفتها الجائحة وبالتالي استعادة الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية .
كما استعرض تحديات التغيرات المُناخية التي يواجه العالم وارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية تتطلب ضرورة تضافر جهود دول العالم لمجابهتها وما ينتج عنها من التصحر، والفقر المائي من خلال المعرفة العلمية واستنادًا إلى مبادئ وأهداف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المُناخي وكذلك اتفاق باريس، فضلًا عن الدور الهام الذي تضطلع به مجموعة الـ 77 والصين للدفع بمصالح الدول النامية.
كما استكمل في كلمته أهمية حقوق الملكية الفكرية في تعزيز الابتكار التكنولوجي الذي يُعزز الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية، من خلال الاستثمار في البحث العلمي وتطوير التكنولوجيا خصوصًا في مجالات مثل الصحة والإنتاج المُستدام والتي تساهم في القضاء على الفقروتحقيق رفاهية المجتمع.
وتابع أهمية تعزيز وتفعيل التعاون بين دول الجنوب والتنسيق من أجل التوافق حول الرؤى المشتركة لتحقيق مستقبل أفضل لشعوبها، مشيرًا إلى أن مجموعة الـ 77 والصين تُمثل إحدى أهم الركائز التي من خلالها يمكن إيجاد وتصميم الحلول للمشاكل التي تواجه العالم، من خلال التنسيق المشترك لمواجهة التحديات والأزمات الدولية، خاصة المتعلقة بالمجالات الاقتصادية والاجتماعية.
كما تابع أهمية الدفع نحو حث الدول المتقدمة على تعزيز دعمها ومساندتها لدول الجنوب بما في ذلك نقل التكنولوجيا وسد الفجوة الرقمية وزيادة الاستثمارات في هذه المجالات، من أجل تلبية طموحات دول الجنوب في تحقيق أهداف التنمية المُستدامة.
ووجه الدعوة لأعضاء القمة؛ لحضور النسخة الثالثة من المنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي، الذي سيُقام في العاصمة الإدارية الجديدة خلال الفترة 12 – 14 ديسمبر، تحت شعار “نحو اقتصاد قائم على المعرفة”والذي سيمثل التحول العميق الذي يمر به عالمنا.
وأضاف أن فعاليات المنتدى هذا العام ليست مجرد مُناقشات ولكنها إعلان نوايا ورسالة إلى العالم مُفادها أن السعي وراء المعرفة هو حجر الزاوية في مستقبلنا المشترك.
وفي ختام كلمته، أكد على الالتزام بالتعاون الفعال والمتوازن بين دول الشمال والجنوب، مشددًا على أهمية مساعدات التنمية الرسمية و أن هناك حاجة ماسة لأعضاء مجموعة الـ 77 والصين الذين يمثلون معًا نحو 80 في المائة من سكان العالم وأكثر من ثُلثي أعضاء الأمم المتحدة أن تعمل على هذا السيناريو لبناء علاقات مُنصفة ونظام شامل.
كما أضاف دعم القرار يأتى بتحفيز مجموعة عمل العلم والتكنولوجيا والابتكار للجنوب، ومتعهدًا بالتجمع كل ثلاثة سنوات لتقييم ما تم تنفيذه.
كان ذلك فى حضور الأمين العام للأمم المتحدة، وعدد من السادة رؤساء الدول والحكومات، والسفير ماهر العدوى سفير مصر بجمهورية كوبا، د. ياسر رفعت نائب الوزير لشئون البحث العلمي، د. مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، وذلك بالعاصمة الكوبية هافانا.