فى بيتنا مُدمن ،، الأزمة و العلاج و الحلول في هذا الحوار
للوهلة الأولى تنزل عليك الصدمة فور سماع عبارة أن هناك مدمنا للمخدرات فى إحدى الأماكن وينتابك الذعر والقلق خاصة إذا كان قريبا سواء فى السكن أو العائلة أو حتى داخل الأسرة الواحدة.
ليصبح المدمن شخصا منبوذا بدلا من مساعدته على التخلص من هذا المرض اللعين،فلاتنظر له على أنه فعل هذا بإرادته،ألتمس له العذر لأن شيطان نفسه كان أقوى منه ووسوس له لطريق الموت، وادخله فى نفق مظلم، أما أن نساعده فى الخروج الأمن من هذا المأزق أو نتركه يلقى حتفه.
واستكمالا للحوار السابق مع الدكتورة منن عبد المقصود امين عام الصحة النفسية وعلاج الإدمان، كان هذا الحوار للإجابة على ما يدور فى اذهاننا من تساؤلات،حتى نسلك الطريق الصحيح فى علاج الإدمان وصولا لمرحلة التعافى.
_ما تعريف الإدمان وأضراره؟
*الإدمان هو مرض يحدث نتيجة إساءة استخدام أو تعاطي المواد المؤثرة عقليا، التي تسبب الاعتماد النفسي و الجسدي ،وتظهر سماته فى انشغال المريض بالحصول على المخدر دون الالتفات لأي خسائر أو مشاكل قد تحدث بسبب التعاطي.
و ينتج عن ذلك وجود سلوكيات ادمانية يتم اكتسابها، وظهور بعض الأعراض يعاني منها المريض عند التوقف عن التعاطي ،وهو ما يتسبب في أضرار كبيرة نفسيا و اجتماعيا و صحيا .
الارقام تدق اجراس الخطر بعد زيادة النسبة إلى 5,4%
_كم عدد المدمنين ؟ ولماذا زدات اعدادهم مؤخرا؟
*يتم عمل حصر على المستوى الوطني من خلال اجراء المسوح الشاملة، والبحث القومي للإدمان،ويجرى تنفيذها بشكل دوري كل أربع سنوات،معلنا عام 2020 و أن نسبة انتشار التدخين 6% و التعاطي المواد المخدرة 2% والإدمان 2.4%.
اما أحدث نتائج المسح القومي الشامل للأمراض النفسية والإدمان لعام 2023 أكد أن نسبة انتشار التعاطي7.10% و الإدمان 5.4%.
_وما دور الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان فى ظل ارتفاع معدلات التعاطي والإدمان؟
*تنفذ الأمانة مجموعة من الأنشطة التوعوية كذلك مختلف الجهات، يساعد في زيادة وعي المواطنين و اعترافهم بوجود مشكلة التعاطي ، و بالتالي يزيد عدد الراغبين في العلاج والذين يعترفون بالمشكلة عند إجراء المسوح المختلفة
_هناك مدمن فى بيتى ماذا تفعل الأسرة؟
*يجب التعامل بحكمة و حزم و صبر دون استخدام العنف،لان هذا غالبا ما يزيد المشكلة سوءا،علينا مصارحته أن الإدمان هو مرض مثل أي مرض يمكن
علاجه،وأن الأسرة حريصة على مساعدته وهو ما ستسعى إليه لإنقاذه من براثن هذا الشيطان اللعين.
*إضافة إلى اقتراح الأهل اللجوء لمتخصص للحصول على المساعدة المطلوبة، مع استخدام اسلوب التحفيز و التشجيع و الطمأنة لتشجيع المريض على قبول فكرة العلاج .
*ويمكن للأسرة الاتصال بالخط الساخن التابع للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان 16328 للمساعدة و توجيههم في التعامل مع الحالة بشكل سليم .
_لكن هناك الكثير من المدمنين لا يفضلون اللجوء إللى المستشفى الحكومى منعا للتشهير بهم ؟ فهل هناك ضمان لسرية علاج المريض اذا طلب منكم ذلك ؟
*الخوف من عدم السرية هو مفهوم خاطئ تماما،وهنا أتوجه بالشكر لكم فى التحدث عن القضية حتى يتسنى لنا بمساعدتكم كمختصين فى الإعلام أن نصحح هذه المعلومات التي تعيق لجوء الكثير من المرضى للعلاج بشكل سليم،واؤكد للجميع ان العلاج يتم فى سرية تامة و نحترم فيه خصوصية المريض بشدة ، و هذا مبدأ أساسي يتبع في كل المراكز و المستشفيات التابعة للأمانة،طبقا لقانون رعاية المريض النفسي الذي ينظم التعاملات مع الخاضعين للعلاج في مستشفياتنا،كما نطمئن كل الراغبين في العلاج أن الخدمة تقدم تحت إشراف طبي مستمر و يراعي فيها معايير الجودة،وهناك برامج علاجية متميزة تقدم طبقا للمعايير الدولية المعتمدة.
_هناك كيانات خاصة لعلاج المدمنين فى رأيكم هل يعالجون المريض بطريقة صحيحة للوصول للتعافى ؟
ولماذا لا توقع معهم الأمانة برتوكولا للتعاون معها وتخفيض أسعارها الباهظة على المرضى واسرهم ؟
* الأمانه العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان ليست جهة إشراف أو ترخيص للأماكن العلاجية الخاصة،المراكز و المصحات الخاصة تقع تحت إشراف المجلس القومي للصحة النفسية، و هو الجهة المختصة بمراقبة هذه الأماكن و إعطائها التراخيص و التأكد من التزامها بقانون رعاية المريض النفسي،و تسعى الأمانة حاليا لتنفيذ مقترح يخضع هذه الأماكن تحت إشرافها الفني و العلاجي.