أهم الأخبارملفات وحوارات

آمين عام الصحة النفسية وعلاج الإدمان: السوشيال ميديا ساعدت فى انتشار ظاهرة الانتحار

"فرانكو بازليا"تجربة رائدة نسعى لانتشارها

حوار سماح سعيد :

ما أصعب النفس البشرية والتعامل معها واحتوائها وسبر اغوارها كى تتوافق مع الحياة والبيئة المحيطة بها ، فحياة الإنسان أشبه بحلبة المصارعة بينه وبين ضغوط ومشاكل لا تنتهى ، أما أن تنتصر وتتحدى نفسك و اما تلقي بك طريحا للأمراض والهزيمة إذا رفعت الراية البيضاء معلنا استلامك وضعفك ،والأمراض النفسية هى السرطان الخفى الذى ينهش فى روحك قبل جسدك،فالصحة النفسية هى جوهر سلامتك و طريق نجاحك في الحياة بصفة عامة.

لذا توجهنا إلى مستشفى العباسية وهى من أقدم وأشهر المستشفيات النفسية التي تأسست عام 1883 فى عهد محمد على و تبلغ مساحتها 68 فدانا ،كان قصرا لأحد الأمراء نشب فيه حريق إلتهم كل شئ ماعدا مبنى مكون من طابقين لونه أصفر،من هنا جاء تسميتها بالسرايا الصفراء بعد تخصصيه لمرضى الأمراض العقلية.

و كان لموقع نافذة مصر البلد هذا الحوار مع الدكتورة منن عبد المقصود أمين عام الصحة النفسية وعلاج الإدمان فى مستشفى العباسية الذي يترد عليه 100 الف مريض سنويا ، وبها 1300 مريض داخلى وإليكم التفاصيل،

_ماهى الأمانة العامة العامة للصحة النفسية وطبيعة عملها ؟

*الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان هى قطاع تابع لوزارة الصحة والسكان متخصصة لعلاج الأمراض النفسية التى يعانى منها الكثيرون على سبيل المثال ، التوتر، القلق، اضطراب النوم،مشاكل العلاقات مع الأصدقاء أو الزملاء، الفصام،الإدمان، مشاكل المراهقين والأطفال سواء، فرط الحركةأو تشتت الانتباه أو التوحد أو صعوبات التعلم .

و هذا القطاع يضم 24 مستشفى فى جميع أنحاء الجمهورية لخدمة الأقاليم المختلفة ،ففى القاهرة الكبرى توجد 5 مستشفيات هم ،العباسية، الخانكة، حلوان، مصر الجديدة المتخصص فى علاج الإدمان ،و قريبا سيفتتح مستشفي في إمبابة بالتعاون مع وزارة التضامن .

وفى إقليم وجه بحرى توجد مستشفيات المعمورة وعباس حلمى بالإسكندرية و طنطا، والدقهلية،أما فى الصعيد هناك عدد من المستشفيات فى ، بنى سويف، أسيوط، سوهاج، أسوان

هذا إلى جانب دور الأمانة فى تدريب العاملين بها من خلال إدارة مختصة بذلك ،والاهتمام و البحوث العلمية و التي تقوم بعمليات المسح القومى للصحة النفسية بين شرائح الأطفال والمراهقين فى المدارس والجامعات،إضافة إلى التوعية بهدف التخفيف من حدة السمعة السيئة عن المرض النفسى ،بجانب عدة حملات مثل،” تقدر من غيرها” للتصدى للتدخين،وذلك فى الأماكن العامة مثل معرض القاهرة الدولي للكتاب سنويا وكذلك الأعياد والمناسبات العامة حيث تنتشر عمليات تعاطى المخدرات .

_وهل عدد المستشفيات النفسية يكفى هذا الكم من التعداد السكانى الذى تجاوز 106 ملايين نسمة ؟

تلك مشكلة تواجه العالم وليست فى مصر فقط ،حيث أن عدد المرضى النفسيين أكثر بكثير من طاقة استيعاب المستشفيات المتخصصة لعلاجهم،ولكن الحكومات تحاول التغلب على هذا الخلل،فقد ابتكرت منظمة الصحة العالمية تقديم خدمات طبية من خلال أذرع أخرى، مثل برنامج” سد الفجوة” لتدريب أطباء مراكز الرعاية الأولية على تشخيص المريض النفسى والقدرة على علاجه اذا كانت حالة بسيطة وتحويلها إلى المستشفيات  إذا كانت صعبة .

وهناك نوع جديد من الخدمات المجتمعية لعلاج المرضى النفسيين والأدمان داخل بيئتهم ومجتمعهم وسكنهم ،ولكنه الأمر يحتاج إلى إعداد كبيرة من الأطباء والعاملين والمتخصصين،وخير مثال على ذلك مركز “فرانكو بازليا” فى محافظة البحيرة نسبة إلى أحد العلماء صاحب الفكرة،وهو الوحيد الرائد فى تلك الخدمة،ونحاول بشتى الطرق تعميمها  مستقبلا .

_ما اعراض الأمراض النفسية وأكثرها شيوعا واحدثها واخطرها؟

*فى عصر ما بعد الكورونا وفى ظل الأزمات المتلاحقة عالميا والتى باتت تحاصرنا خاصة الاقتصادية نستطيع القول أن القلق والتوتر والاكتئاب ثمة العصر فى الأمراض النفسية،وقد تكون مصحوبة بأعراض أو اضطراب، فعلى سبيل المثال، الاحساس بالحزن أو ان المريض لديه مسببات الاكتئاب،بالإضافة إلى القلق والتوتر الدائم من المستقبل،وعدم استطاعت تلبية متطلبات المعيشة أو تحقيق الطموحات، و هؤلاء انصحهم بزيارة المنصة الوطنية للصحة النفسية أو التواصل مع الخط الساخن 16328.

_غالبية المرضى النفسيين يصعب اقناعهم بالذهاب إلى الطبيب أو المستشفى لأنهم غير مقتنعين انهم مرضى ..ما الحل إذن؟
*أولا نحاول القراءة عن المشكلة التى يعانى منها المريض،ثم يحاول المقربون اقناعه بالعقل والمنطق وليس بالعاطفة للذهاب إلى الطبيب النفسى أو المستشفى المتخصص لذلك،بجانب الإلحاح عليه.

وأكبر المشكلات التى تواجهنا هو الانطباع غير الصحيح عن المريض النفسى بأنه يمثل خطرا على المجتمع، وهنا أؤكد لكم ان نسب المرضى الخطرين ضئيلة جدا سواء على أنفسهم أو علي غيرهم ، فهو فى الأساس ضعيف ومسالم وفى حاجة إلى المساعدة ، وينبغى علينا تغيير الصورة الذهنية عنه بدلا من توجيه اللوم إليه أو نبذه و عزله بعيدا عن المجتمع .

_ لماذا ظهرت فى الآونة الأخيرة حالات الانتحار وجرائم العنف فى المجتمع؟ وكيفية التصدى لهما من وجهة نظركم؟

*حالات الانتحار والعنف هى حالات موجودة منذ زمن لا احد ينكرها ولكن انتشارها على السوشيال ميديا والإعلام هو من جعلها تظهر بصورة أكبر، وللتصدى لهما علينا بحث الأسباب الذى ادت إلى الضغط النفسي ، أما عن انتشار الانتحار مؤخرا ليس لدينا احصائية تؤكد ذلك ، وتجنبه يتم عن طريق التوعية و التوجه إلى الطبيب النفسى أو المعالج مبكرا.

سماح سعيد

حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام جامعة الاسكندرية تدربت بالاهرام المسائي وقسم المعلومات بجريدة الأهرام اليومية وعملت بموقع مصر البلد الإخبارية محررة مؤسسات وهيئات خيرية ، وتعمل حاليا صحفية بموقع نافذة مصر البلد مسئولة عن أخبار وزارة التعليم والصحة والبيئة
زر الذهاب إلى الأعلى