مقالاتواحة الأدب

يوم للأسرة وكفانا الحسرة..للكاتب علاء الداودي

أصبحنا للأسف نعيش في بيت العنكبوت..حقيقةأهلكتنا وقضت علي الأخضر واليابس في العلاقات الأسرية وكذلك العلاقات الإنسانيةالتي أصبحت متغيرة بشكل مهين..
عائلاتنا إلى أين تسير؟… ونحن في زمانٍ ‎طريقنا مملوء بالذئاب المفترسة؟! وقافلة البيت ‎تسير بمفردها،،،!! الى أين ؟
‏‎تيقظوا، لن يبقى شيء اسمه الأسرة كما يُخطط لنا…
بيت خالٍ من المشاعر … و جوجل متخم بالمشاعر والحب ..
‏‎بيتٌ كل فرد فيه دولة مستقلة، منعزل عن الآخر، ‏‎ومتصل بشخص آخر، خارج هذا البيت‏، لا يعرفه ولا يقربه.
‏‎بيتٌ لا جلسات لا حوارات، لا مناقشات لا مواساة…‏‎
تيقظوا…‏‎هكذا بيوت العنكبوت، واهية…
‏‎الأب الذي كان تجتمع حوله العائلة… تبدل ‏‎وصار (راوتر)…
‏‎الام التي كانت تلملم البيت بحنانها ورحمتها،
تحولت وصارت واتس آب… ‏‎في بيوتٍ الكل مشغول ..
‏‎الأبناء تحولوا من مسئولين إلى متسولين.
‏‎يتسولون كلمة إعجاب من هنا، ومديح مزيف من هناك… وتفاعل من ذاك وهذا وهذه…
في هذا‏‎الزمان أصبحنا نستجدي فيه الحنان من الغريب، بعدما بخلنا به على القريب…
بعض الزوجات تعلق على كل منشورات الرجال الغرباء، ‏‎ويتعجبن بصورهم الشخصية…
وأزوجهن بجانبهن يترقبن منهن كلمة إعجاب …
وأ‏‎زوج يلاطفون هذه ويتعاطفون مع تلك،
وهن غريبات بعيدات… وزوجاتهم بالقرب منهم… ولكنهم لم يسمعن عطفهم ولا لطفهم!!..
‏‎إلى اين نسير؟ قمةالعجب!!
أم تراقب كل العالم في مواقع التواصل…
‏‎لا يمر منشور إلا ووضعت بصمتها عليه… ‏‎ولكنها لا تدري ماذا يوجد في بيتها… ‏‎وهل لها بصمة في سكينته ومودته ؟…
‏‎أب يهتم بكل مشاكل العالم، ويحلل وينظر لكل احداث الأسبوع… ‏‎وهو لا يعلم ماذا يدور في بيته!!… ‏‎ولا يستطيع تحليل الجفاف العاطفي والروحي في بيته…
أم يحزنها ذلك الشاب الذي كتب “إني حزين” ‏‎وهي لا تدري أن بنتها غارقة بالحزن والوحدة… ‏‎تتأثر لقصص وهمية يكتبها أناس وهميين..
‏‎والد يخطط لنصيحة شابة تمر بازمة نفسية… ‏‎وهو لا يهتم بابنته التي تعيش في أزمات…
‏‏‎ابن معجب بكل شخصيات الفيس..
‏‎ويراها قدوة له، ويحترمها ويبادلها الشكر لما ينشروه، ‏‎ووالده الذي تعب لأجله ‏‎لم يجد منه كلمة شكر ولا مدح..
‏‎ولم هكذا صار المسير..؟؟…
لأننا نبحث عن رسالتنا خارج البيت… نريد أن نؤدي رسالتنا خارج اسوار البيت..
‏‎مع الاخرين..
‏‎مع البعيدين..
‏‎مع الغرباء مع من لا نعرفهم…
ما الحل والعلاج ؟
أن نتيقن أن الرسالة الحقيقية هي التي تبدأ من البيت…
‏‎رسالتنا تبدا من بيوتنا وفي بيوتنا ومع اهلنا….
‏‎ولنعلم أننا عندما نعمل على أداء رسالتنا في البيت ‏‎قبل الشارع ستنتهي أكثر مشاكلنا..
‏‎للبعض نقول… رسالتكم مبدؤها في بيوتكم ..ليس مطلوبا منكم أن تصلحوا العالم كله… ولكن لو نظف كل واحد منا بيته لأصبح المجتمع كله نظيفا…فهيا إلي أحضان البيوت ونجعل كل أسبوع علي الأقل يومًاللأسرة وكفانا الحسرة!!!

‏‎

زر الذهاب إلى الأعلى