أهم الأخبارمقالات

حاور شجرة و أطفئ سيجارة .. متعة العيش وسط الاخضرار

بقلم الكاتب الجزائرى شدرى معمر على:

كتب الصديق والروائي صاحب دار خيال للنشر رفيق طيبي منشورا يبين فيه أهمية الركض والمشي في عمق الغابة وهذا من أجل اللياقة البدنية و علاقتها بالحساسية الفنية أو اللياقة الإبداعية فيقول في منشوره على صفحته بالفيسبوك : “سعادة الركض أو المشي في عمق الغابة لا يمكن وصفها!.

هذا ما اختبرته منذ وقت متكئا على تجربتين: الأولى تجربة الصديق “أحميدة العياشي” الذي حول “الجري” إلى طريقة حياة وكتب فيه كثيرا وصار رجل ماراطون ورياضيا ممتازا.

الثانية تجربة الروائي الياباني “هاروكي موراكامي” الذي حين يباشر كتابة رواية يجري يوميا 10 كلم أو يسبح 1500 متر، ويربط دوما بين القوة البدنية والحساسية الفنية، وفي هذا السياق أستعيد أيضا “جبرا إبراهيم جبرا” الذي كان يمشي يوميا بشارع الأميرات ببغداد، فجعل اسم الشارع عنوانا لكتاب سيرته الذاتية، وقد نتج عن مشيه المستمر مشاريع كثيرة فكر فيها أثناء ممارسته لهذا الطقس الضروري.

كلما مشيت أو ركضت وحيدا أو مع الرفاق أتأكد أكثر أن في بلدنا ومحيطنا ما يكفي من مساحات جميلة تجعل البقاء في المنازل والمكاتب المغلقة حرمانا للنفس من حقها الطبيعي في أن تكون بخير”،وهذا الكلام للصديق رفيق تؤكده الدراسات العلمية الحديثة التي تحثنا على العيش وسط الاخضرار وقرب الأماكن المزروعة ووسط الحقول الخضراء من أجل حياة صحية بعيدا عن الأمراض

فتقول الدراسة :” اكتشف الباحثون اليابانيون أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من الأراضي المزروعة والحقول الخضراء أطول عمرا من أولئك المحصورين ضمن الأبنية والعمارات الإسمنتية.

ووجد العلماء في كلية طوكيو للطب وطب الأسنان أن نوعية البيئة المحيطة بالإنسان, وخصوصا عند تقدمه في السن, تعتبر مؤشرا جيدا على فرص حياته وعمره،وأشاروا إلى أن المساحات الشاسعة من الأراضي الخضراء تؤثر إيجابيا على صحة الفرد والمجتمع ككل.

وتبين للباحثين بعد مراجعة المعلومات المسجلة عن 3144 شخصا فوق سن الثمانين على فترة خمس سنوات, مات منهم 897 شخصا خلال هذه الفترة, ومراقبة أماكن إقامتهم والبيئة المحيطة بهم, وجود علاقة واضحة بين البيئة السيئة والتعرض للوفاة” (1).

فإذا كان العيش في الأماكن المغلقة يسبب كثيرا من الأمراض فالعيش وسط الطبيعة يخفف عنك التوتر والقلق،وتقول ليزا نيسبِت، أستاذ مساعد في قسم علم النفس بجامعة ترنت الكندية : ” إن الأبحاث تشير بوجهٍ عام إلى أن استجابات الناس وردود فعلهم تتسم بقدرٍ أقل من التوتر “عندما يكونون في بيئة الطبيعة”، مُضيفةً: “عندما تكون وسط الطبيعة، ينخفض ضغط دمك، ويكون تغير معدل ضربات القلب لديك في حالةٍ أفضل، ويتحسن مزاجك”(2).

صديقي الكاتب المبدع لتحافظ على صحتك، ابتعد عن العادات السيئة من سجائر وغذاء غير صحي والتحق برفيق ، اركض في عمق الغابة فلياقتك البدنية تساهم في الحفاظ على لياقتك الفنية والإبداعية…

زر الذهاب إلى الأعلى