أهم الأخبارمقالات

“علاء الدين” إضاءات رمضانية

بقلم دكتورة سامية دسوقى:
خبير إعلام الطفل

تثبت مجلة علاء الدين يوما بعد يوم أنها جزء مهم من المنظومة الثقافية فى مصر بل فى الوطن العربى لعدة أسباب كونها جزءاً من مؤسسة الأهرام الصحفية العريقة فقد ولدت المجلة قوية وتستمر فى اثبات جدارتها وقوتها على ساحة ثقافة الطفل من خلال مواكبة التطورات ليس على المستوى الورقى فحسب وانما على مستوى التطور التكنولوجى والابداعى لذا استطاعت أن تحتل مركزا متميزا وتصل إلى عقل ووجدان الطفل المصرى والعربى ببرامج متنوعة وجذابة .

استوقفنى أن مجلة علاء الدين فى رمضان تقدم وجبة ثقافية دسمة ومتميزة ومبسطة للطفل استهدفت من خلاله تشكيل القيم الدينية والمعرفية للطفل ومن أهمها برنامج “فوازير قصص الانبياء فى طفولتهم ” ويعرض البرنامج على قناة علاء الدين على موقع يوتيوب ومن الجميل أن تكون حلقات الفوازير مع الشيخ الدكتور سالم عبد الجليل ومن خلال أسلوب مبسط وحوار ودى بينه وبين الأطفال استطاع من خلاله الوصول إلى قلب وعقل الأطفال وتوصيل القيم المستخلصة من قصص الأنبياء والحقيقة كان الحوار بين الشيخ الجليل يتم بأسلوب يتناسب مع الأطفال و يمتزج فيه الألفة والحوار المتناغم بين فضيلته ومجموعة الأطفال وفى آخر الحلقة يعلن أحد الاطفال عن سؤال الحلقة.

وقد رأيت أنها فرصة للتأمل والتقييم بسبب متغيرات العصر فضلا عن تغير ملامح الجمهور المستهدف حيث يتحدث البعض من حين إلى آخر عن تأثير التكنولوجيا وتسارع تقدمها الهائل وانتشار مواقع التواصل الاجتماعى على الصحف والمجلات الورقية ومن هنا أخذت تلك الصحف دورها فى العمل على الاندماج فى العالم الافتراضى للوصول إلى جمهورها المستهدف عن طريق أجهزة الكمبيوتر والمحمول ، والملاحظ فى هذا الصدد أن لى رأيا فى تلك القضية مدعما بالتجربة العملية فبالنسبة لصحافة الأطفال فى السابق كان الاعتماد الكلى على المطبوع الورقى والتوزيع اليدوى ومعرفة المردود ورجع الصدى كان فى أضيق الحدود منها على سبيل المثال البريد أما الان الأمر اختلف وأصبحت الصحافة الورقية بالنسبة للأطفال يدعمها النظير الاليكترونى على مواقع التواصل الاجتماعى حيث يتم التواصل مع الجمهور المستهدف فى اى لحظة والتعرف على أراءهم وتعليقاتهم وردود الافعال وامكانية التعديل وفقا لاتجاهات القراء لذا فى اعتقادى فإن التطور التكنولوجى يحمى الصناعة ويقدم لها امكانيات التنوع والتميز والوصول الى قطاع عريض من الجماهير المستهدفة .

ويمكن أن نأخذ مجلة علاء الدين للأطفال نموذجاً فمجلة علاء الدين للأطفال استطاعت أن تحقق المعادلة وتوازن بين اندماجها على مواقع التواصل الاجتماعى للوصول إلى جمهورها المستهدف من الأطفال فى شتى ربوع الجمهورية بل فى أنحاء العالم ومن ناحية أخرى استطاعت أن تحقق نجاحات كبيرة فى تحقيق المستهدف بتوزيع أعدادها الورقية على الأطفال دون مرتجع فكل عدد تعلن أن المرتجع من المجلة ( صفر ) وتلك النتيجة ترد بالقطع على من يرون أن الصحف والمجلات الورقية فى سبيلها إلى التراجع مع الانتشار الهائل لمواقع التواصل الاجتماعى وأن القراء سيتحولون إلى صفحاتها الاليكترونية على الفيس بوك وغيرها من التطبيقات وهذا يدعونا إلى القول بأن المضمون والشكل الهادف والجيد والجذاب هو الذى يفرض نفسه سواء على المواقع الاليكترونية أو الاصدار الورقى .

والحقيقة أن نجاح مجلة علاء الدين للأطفال يأتى بفضل فريق عمل متميز ومتمكن ومبدع بقيادة رئيس تحرير علاء الدين الأستاذ حسين الزناتي ، الذى فاز فوزا مستحقا بجائزة الصحافة العربية عن فئة صحافة الطفل التي أعلن عنها منتدى الإعلام العربي في دورته الحادية والعشرين ، لما لدورهم المهم فى نشر ثقافة حقوق الطفل بين الأطفال وتنشئة وتثقيف الطفل المصرى فى مختلف القضايا التى يحتاجها الطفل فى مراحل طفولته المختلفة وغرس القيم الأساسية لبناء شخصية ووجدان الطفل بتقديم إبداعات وفنون وأدب الطفل.

ولى رؤية أن يتم استثمار نجاح هذا البرنامج على يوتيوب إلى الوصول إلى جماهير أوسع من الأطفال بإنتاجه وعرضه على التليفزيون فى الأعوام المقبلة وتناول قضايا ونوعيات اخرى من القيم المهمة لتنشئة الطفل ، كما أرى أننا لسنا بحاجة إلى شخصية كارتونية مصرية فلدينا من الشخصيات الكارتونية التى يمكن الاعتماد عليها فى الانتاج الدرامى الكارتونى لارتباط الاطفال بها فمصر عامرة بالمبدعين … ودايما عمار يامصر ..

مجلة علاء الدين
مجلة علاء الدين
زر الذهاب إلى الأعلى