مقالات

من قتل منار !!!!!

بقلم سماح سعيد:

منذ أيام انطلقت امتحانات الثانوية العامة والتى لا تزال كابوسا يعاني منه كل بيت لديه طالب أو طالبة بتلك السنة القميئة و التى يراها الكل عنق الزجاجة وكأنها ستدخلهم الجنة أو ستلقى بهم فى نار جهنم ، لتتكرر مشاهد كل عام ما بين تسريب الامتحانات وتفشى ظاهرة الغش ، الي جانب الصراخ والعويل من صعوبة الأسئلة أو لضيق الوقت ، في حين  يرى آخرون أن الامتحان  في المستوي العادى ومر بهدوء ،واخيرا ما أستوقفنى هو وفاة الطالبة منار محمد عبد الباقى ذات 18 عاما بلجنة مدرسة نصر عبد الغفور بمحافظة المنوفية .. لماذا ومن المسئول عن قتلها؟ تلك الزهرة البريئة  لا حول لها ولا قوة .

 

بداية أتقدم بخالص التعازي لأسرتها وأدعو الله أن يلهمهم الصبر والسلوان ، فقد تكرر  المشهد فى سنوات سابقة بإنتحار بعض الطلاب ، ولكن ما لفت انتباهي هنا أن الكثيرين يلقون باللوم على وزير التربية والتعليم ويطالبون بإقالته ، فى تلك النقطة تحديدا الوزير ليس له علاقة بموت أو انتحار طالب ،أنتم من قتلتم أبناءكم  بأنانيتكم .

فقد صنعتم منهم مصباح علاء الدين لتحقيق أحلامكم وليس أحلامهم المتوافقة مع قدراتهم وموهبتهم ، الطالب او الطالبة لو حصل على مجموع لا يمكنه من دخول الثانوى العام يصبح وصمة عار فى جبين الأسرة ويعاير بأنه بليد ، وعندما يدخل الثانوى العام تبدأ مرحلة الشحذ المعنوى والضغط العصبى والنفسي وكأنه سيحرر الأقصى.

 

لماذا لا نترك حرية الاختيار للطالب فيما يتعلم ؟ الأب والأم يقتطعان من قوتهما لتعليم أبنائهما ، نقول لكل اولياء الامور ان جزاءكم عند الله وهذا دوركم ، ولكن أن يكون هذا سكين على رقبة الطالب أو الطالبة لرد الجميل فهذا مرفوض، ما الفائدة اذا دخل كليات القمة وتخرج بعقد نفسية لانه يكتشف ان هذا عكس رغباته وميوله .

ليس كل خريج كليات القمة ناجح وليس خريجو  باقى الجامعات والمعاهد العلمية والتعليم المتوسط فاشلين  ، الحياة العملية ما هى الا اجتهاد وتوفيق من عند الله ،عليكم تغيير ثقافتكم وإطلاق العنان لفلذات أكبادكم ، فالإبداع والنجاح ليس له شهادة  ، أجمل أمنياتي بنجاح وتوفيق كل مجتهد .

سماح سعيد

حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام جامعة الاسكندرية تدربت بالاهرام المسائي وقسم المعلومات بجريدة الأهرام اليومية وعملت بموقع مصر البلد الإخبارية محررة مؤسسات وهيئات خيرية ، وتعمل حاليا صحفية بموقع نافذة مصر البلد مسئولة عن أخبار وزارة التعليم والصحة والبيئة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى