مقالات

تطوير أم تدمير ؟

بقلم سماح سعيد :

بقلم سماح سعيد:

انتابتنى حالة من الهلع فور الإعلان عن نتائج امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسى 2020/2023، اعقبها حالة من اليأس لدرجة أننى عزفت كثيرا عن كتابة مقالى  هذا ، ولكن وبعد الإفصاح عن مؤشرات المرحلة الأولى من تنسيق الجامعات كان لابد لى أن أتحدث فى الموضوع .

بداية منذ إعلان المؤتمر الصحفي بوزارة التربية والتعليم من خلال البث المباشر دون توجيه دعوة للصحفيين ولأول مرة يحدث هذا  فى تاريخ الثانوية العامة ، إلى حالة التعتيم والتكتم الرهيب على نتائج الطلاب والتى كانت توزع نسخ منها سنويا على المكتب الاعلامى للوزير ، لدرجة أننى لم استطع جلب أى نتيجة لراغبى الحصول عليها قبل موعدها ، وكان الرد ان  النتيجة سلمت لمديرة مكتب الوزير وإحد نوابه لأكتشف بعد ذلك ان النتيجة تم تسريبها للحبايب والقرايب منذ مساء ليلة الإعلان عنها .

كل تلك المشاهد تؤكد علم الوزير بمهزلة النتائج وتشير إلى أن هناك خطأ ما  ولغزا محيرا ، لتعلن مجزرة الثانوية العامة عن  160 ألف طالب وطالبة بامتحانات الدور الثانى فيما رسب 150 الفا  ، وهذا يعنى أن نصف الدفعة فشلت فى الامتحان وغالبية من نجحوا  تترواح مجاميعهم  بين 50 % إلى 60% ، تُرى هل من المنطق أن نلقى باللوم  على الطلاب فقط ؟ هل كان جميعهم فى غيبوبة ليستفيقوا على هول تلك الصدمة ؟.

كلا ، فى رأيي  المتواضع ان  هذا فشلا لخططكم التعليمية  . من قال أن وضع  امتحانات تعجيزية للطلاب يعجز عن حلها حتى من يقومون بتدريسها ؟ ، واختصرنا كل الاهتمام فى طريقة الامتحان سواء ( البابل شيت )  أو تابلت او ورقي دون الاهتمام بأن هؤلاء الطلاب ضاعوا تعليميا على مدار عامين بسبب تفشى فيروس كورونا ، فكان من الأحرى الرفق بهم ومراعاة ظروفهم بدلا من تدميرهم ، لا أطالب بامتحانات سلسلة لان متعارف عليه ان هناك بعض الأسئلة لقياس مهارات الطلاب المتفوقين ، ولكن كان المطلوب أن يحصد ثمار تعبه من سهر الليالى وجد واجتهد  .

وهل حلت بذلك مشكلة عنق الزجاجة كما يُطلق عليها منذ عقود ؟، على العكس أرى أن المشكلة قد تفاقمت بعد رعب الطلاب من ضياع تعبهم وشقى أولياء امورهم هباء ، والدليل على ذلك هروب  20 ألف طالب وطالبة إلى تعليم الأزهر بعد فضيحة نتائج الثانوية العامة ، والآخر بات يلهث وراء التعليم الدولى اما غير المقتدر  ففضل التعليم الفنى .

ومن يرد بأن نسب دخول الجامعات قد انخفضت وسنعود كما كان سابقا فأقول لهم يا سادة ألسنا فى مرحلة تطوير ؟،فهل التطوير يعود بنا إلى الوراء و
ام نواكب  التقدم ؟، من قال لكم ان انخفاض نسبة التنسيق سيلحق الطلاب بما يرغبون من الجامعات  الحكومية ، أبشركم بإن غالبية الطلاب ليس لهم اماكن فى الجامعات الحكومية بسبب تدنى مجموع الطلاب لذا بات يلهثون  وراء الجامعات الخاصة والأهلية .

فى نهاية مقالي  أوجه رسالة إلى صناع القرار اتقوا الله فى المواطن فقد ضاق به الحال وأصبح غير قادر على مواجهة الظروف المعيشة سواء من غلاء الأسعار أو صحيا أو تعليما ، ما حدث فى التعليم على مدار 3 سنوات ماهو إلا إعلان لوفاة مجانية التعليم  ودعوة للتعليم الخاص ، وإلى طلابى المقهورين ، الثانوية العامة ليست نهاية المطاف ،وأتمنى لكم التوفيق والنجاح فى حياتكم العملية وأن يعوضكم الله عن جهدكم المُهدر ،أنتم دفعة الأبطال لما تحملتموه  من أرق وتوتر وأرهاق نفسى ومادى .

سماح سعيد

حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام جامعة الاسكندرية تدربت بالاهرام المسائي وقسم المعلومات بجريدة الأهرام اليومية وعملت بموقع مصر البلد الإخبارية محررة مؤسسات وهيئات خيرية ، وتعمل حاليا صحفية بموقع نافذة مصر البلد مسئولة عن أخبار وزارة التعليم والصحة والبيئة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى