أهم الأخبارملفات وحوارات

مدير مستشفى دار السلام للنافذة : اكتشاف سرطان الثدي خلال 8 ساعات

حوار سماح سعيد:

العقود الأخيرة رصدت التقارير الطبية زيادة في عدد المصابين بالأورام بصورة كبيرة  سواء السرطانية أم الحميدة ،وهى من أكثر المصطلحات الذى تصيب المريض وذويه بالصدمة فور تشخيص الطبيب لهم بذلك،  وكأنها نهاية الحياة ،ولأن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء ،وهى ثروة الإنسان الحقيقية والتى تأتى بعدها باقى متع الدنيا من المال والبنون وغيرها  ذهب موقع نافذة مصر البلد إلى مستشفى دار السلام للأورام (هرمل سابقا ) والذى تخدم 37 ألف مريض سنويا لإجراء حوارصحفي  مع الدكتورة ريم عماد المدير العام وأستاذ مساعد فى المعهد القومي للأورام لمدة 22 عاما واستشارى جراحة اشعاعية بمعهد ناصر والأمين المساعد لشئون المتدربين ببرنامج الزمالة المصرية، لمعرفة كيف توفر الخدمة الطبية المجانية لهذا الكم الهائل من المرضى؟ ،  وما أوجه القصور به ؟ وما هى الخطط المستقبلية للتوسعات  ، وفيما يلى نصه :

_ما سبب تسمية المستشفى ب ” هرمل ” ؟

•كان هناك طبيب من دولة أيرلندا يسكن فى القاهرة يسمى “فرانك هاربر “يسكن فى القاهرة  أوائل القرن العشرين  يأتى لعلاج الفقراء والمساكين فى منطقة دار السلام على مركبه الصغير  يوميا فى النيل إلى أن تمكن من بناء مستشفى” هرمل” بنفس المكان ،وقد أطلق عليه هذا الإسم  لأن الغالبية كانوا ينادونه بذلك لعدم استطاعتهم النطق الصحيح  ،

وقد بنى مستشفى آخر  بنفس الإسم بمدينة منوف فى محافظة المنوفية حتى جاءت الحكومة واستكملت الإنشاءات  ليصبح مستشفى عام بها كافة التخصصات و استمر هكذا حتى تم تطويره فى عام   2014 وافتتح قسم به لعلاج الأورام وزراعة النخاع بالتعاون مع المعهد القومي للأورام.

_لماذا تحول  المستشفى من عام إلى متخصصة فى الأورام؟

•وقعت وزارة الصحة برتوكولا للتعاون مع المعهد القومي للأورام لمدة 5 سنوات بداية من ( 2013 إلى 2018 )  كى يستقبل مستشفى “هرمل” حالات مرضى الأورام القادمة من المعهد بسبب زيادة اعدادهم و ذلك للحد من قوائم الإنتظار .

 و تم تخصيص دورين فى مبنى “هرمل “لتقديم الخدمة الصحية  لمرضى الأورام ، إلى أن اقترح وزير الصحة الأسبق الدكتور أحمد عماد الدين تحويل المستشفى إلى متخصص فى الأورام لخدمة منطقتى المعادي ومصر القديمة ، حيث كان معهد ناصر هو الجهة الوحيدة وقتها لمساعدتهم ولكنه يبعد عنهم لمسافات كبيرة ، وبالفعل تم تحويله عام 2017 إلى مركز متخصص فى الأورام ونقلت تبعيته لأمانة المراكز الطبية المتخصصة .

_فى أى نوع من الأورام استطاعت المستشفى أن يثبت كفاءته؟

منذ عام 2017  قدمنا الخدمة العلاجية لمرضى  الأورام بكل انواعها ، حتى انطلقت المبادرة الرئاسية لصحة المرأة فى نوفمبر  2019 بلغت أعداد السيدات التى تم الكشف عليهن  22 مليونا و كان نصيب مستشفى السلام  18 ألف سيدة  ،من هنا ظهرت الحاجة لوجود أماكن لمرضى سرطان الثدي لليتخصص فيه فيما بعد هو وسرطان الدم ( اللوكيميا ) .

-هل بالفعل ساعدت هذه المبادرة على انخفاض نسبة المرض من   60 % إلى 30 % وهل  الوراثة تلعب دورا فى الإصابة بهذا المرض ؟
•ساعدت المبادرة على انخفاض حجم الورم من خلال الاكتشاف المبكر ،بمعنى إننا أصبحنا نكتشف الورم فى المرحلة الثانية بدلا من الثالثة ،حيث بلغت نسبة الشفاء فى المرحلتين الثانية والثالثة  إلى 90 % أما الثالثة والرابعة بلغت 30 % ، وهذا يعنى أن تكون كل سيدة حريصة على اكتشاف المرض فى أسرع وقت لضمان الشفاء منه ، و نصيحتى لهن  اقولها بكل صراحة: “أنتن أصل الأسرة وحياتكن مهمة، و يجب تخصيص الوقت اللازم للإهتمام بصحتك” ، أما عن العوامل الوراثية فليست سببا رئيسيا لظهور الأورام ،  فقط من الجائز أن تكون من العوامل المساعدة للإصابة به.

الدكتورة ريم عماد مدير عام مستشفى دار السلام
الدكتورة ريم عماد مدير عام مستشفى دار السلام

_بعد توجيهات رئيس الجمهورية متى ستظهر عيادة اليوم الواحد للنور ؟

•وقعت وزارة الصحة برتوكولا مع معهد الأورام فى فرنسا «Gustav Roussy» والذى ذاع صيته فى هذا المجال فى أوربا لعمل توأمة بين المستشفيات المتخصصة فى هذا المجال ، وكان من بينها انشاء عيادة اليوم الواحد والتى  تلجأ إليها السيدات فى حالة وجود شكوى بالثدى، وهنا لا يشترط أن تكون الأعراض المصاحبة لها مرتبطة بورم سرطاني قد يكون الورم حميد أو خراج أو مرض جلدى ، أما فى حالة توقع وجود ورم خبيث بالثدى يتم عمل الفحوصات الطبية اللازمة عن طريق  أشعة المومجرام أوالسونار و تأخد العينة منه للتحليل فى معمل الباثولجى ثم تعود للطبيب المختص لتشخيص الحالة ، كل تلك الإجراءات تتم فى  اليوم  نفسه حيث تستغرق من 6 إلى 8 ساعات، وبالفعل بدأنا فى تأسيسها ولكن ليس هناك موعد محدد للإنتهاء منها حتى الآن،وتأتى تلك الوحدة ضمن  خطوات كبرى لتطوير مستشفى دار السلام .

_إذن لماذا تتجه أنظار المرضى دائما إلى مستشفى بهية خاصة فى سرطان الثدي؟


•بهية مستشفى هائل ويؤدي القائمون عليه جهود كبيرة و رسالة هامة و عظيمة فى مجال علاج  سرطان الثدي وكذلك مستشفى دار السلام تعمل بنفس الكفاءة لا ينقصنا سوى جهاز العلاج بالإشعاع وكذلك هناك بعض الأدوية  لمرضى بهية غير متوافرة لديهم فيعودون إلينا أو للمعهد القومى للأورام لإمدادهم بها ، فكلا منا نكمل بعض فى صالح خدمة المرضى ولكن تلك طبيعة الرأى العام يتجه نحو الدعاية والإعلان.

_ماذا أضاف برنامج الزمالة المصرية لمستشفى دار السلام للأورام؟


المستشفى اصبح ضمن 9 برامج للزمالة المصرية من حوالى عام وهى ؛ جراحة وطب  الأورام الأورام و  أمراض الدم و التخدير  والرعاية المركزة  والاشعة التشخيصية والتصوير الطبى للمرأة  والباثولجى و المعامل و ،قصة الزمالة ببساطة تتم من خلال تقديم طلب إليها كى يتم اعتماد المستشفى في هذا البرنامج ، وبعد مراجعة المكان وقاعات التدريب وعدد المرضى المترددين  وعدد العمليات الجراحية به  وكفاءة الأطباء  يتم اعتماد المستشفى ليصبح دوره  خدميا  وتعليميا .

فعلى سبيل المثال برنامج الزمالة يرسل لنا الأطباء الذين يريدون التدريب على جراحات الثدي وكذلك  عمليات زرع النخاع الخاصة لمرضى سرطان الدم،وتقوم غالبية مستشفيات وزارة الصحة بهذا الدور الخدمى والتعليمى حيث يوجد 12مركزا للأورام بكل المحافظات

ويأتى هذا ضمن خطة لاكتساب الخبرات وتشمل التدريب فى 3 أقسام من المستشفيات هى    ؛ “class”A وهى خاصة بتعلم  القواعد الأساسية فى المستشفيات العامة،أما ” class”B يحتاج الطبيب فيها إلى اتقان المهارات فى المستشفيات الأعلى تصنيفا ،وأخيرا class”C” وهى مرحلة المهارات الطبية المتقدمة.

_وهل للأطفال نصيب من الإهتمام فى المستشفى ؟


•نعم بالفعل هناك 24 سريرا  لعلاج الأطفال المصابين بالأورام لأن سرطان الدم يشمل الكبار والصغار مقسمين على دورين من مبنى المستشفى أحدهما للكبار والثانى خاص بالأطفال ، و غرف عمليات زرع النخاع يوجد بها  10 أسرة للكبار 4 للأطفال وهناك توسعات حالية لضم 5 أسرة للإسراع فى علاج الموجودين علي قوائم الإنتظار.

_هل نطمئن بذلك الأطفال المرضى فى ظل أزمة مستشفى سرطان الأطفال 57357 المالية بعد  التراجع الكبير في التبرعات ؟


أغلب حالات مرضى الأطفال من الأورام تأتى لمستشفى دار السلام أو المعهد القومى للأورام .

_ماهى هى أكثر الأورام شيوعا فى مصر ولماذا نلاحظ انتشارها فى الآونة الأخيرة؟


سرطان الثدي بنسبة 38 % من حالات الأورام يليه الرئة ثم عنق الرحم و القولون والبروستاتا ، وعامة  كلما كان الاكتشاف مبكرا  كلما زادت نسبة الشفاء  ،وأمراض السرطان عموما لم تزد فالنسبة عالميا ثابتة  ولكن أصبح هناك وعى وتوعية ومبادرات.

-قبل نهاية حوارنا ما هى نصيحة الدكتورة ريم لكل سيدة بعد خبرتها التي تمتد لأكثر من ٢٢عاما  فى معهد القومى للأورام ؟
أولا الفحص الذاتى للثدى والذى تقوم به  المرأة بعد إنتهاء الدورة الشهرية  ،بتقسيم تلك المنطقة إلى 4 أجزاء ثم تمرر يديها عليها بحركات دائرية وكذلك عند الابط والحلمة ، إضافة إلى وضع يدها على خسرها أو لأعلى والنظر فى مرآة أمامها على شكل الثدي تلك هى أبسط الطرق لإكتشاف إن كان هناك ورم  أم لا ، والآن توجد العديد من الفيديوهات متاحة على الإنترنت للتوعية وتيسير الأمر على السيدة .

وبعد سن ال 45 تلجأ السيدة لعمل أشعة المومجرام سنويا ولا ننصح به لأقل من ذلك لأنها تكون لاتزال لديها الاستعداد للحمل والرضاعة فيصعب على الأشعة إظهار شيئ به  ، وفى النهاية أوجه نصائح عامة للحفاظ على الصحة ومقاومة الأمراض سواء للرجل أو المرأة وهى الإهتمام بالأكل الصحى  والبعد عن المأكولات المصنعة و الإبتعاد عن التدخين  و التخلص من السمنة و ممارسة الرياضة ولو ابسطها مثل المشى .

_ لا تخلو المنظومة الصحية من القصور فلمن يلجأ المريض فى حالة إساءة التعامل معه ، وما هى الخطط التوسعية المستقبلية؟
هناك منظومتان  للشكاوي أحداهما  تابعة لوزارة الصحة والآخرى لمجلس الوزراء ، يتم الوصول إليها عن طريق الإنترنت لتفحص من قبل المستشفى ،  أما عن التوسعات والخطط المستقبلية فقد تقدمنا بطلب للحكومة على للموافقة على توفير وحدة العلاج الإشعاعى و اجهزة تشخيص سرطان الثدي الحديثة لعيادة اليوم الواحد، ومؤخرا قمنا بتحديث معمل الباثولجى ، وغرف العلاج الكيمياوى ، ونحتاج أيضا إلى تطوير غرفة العمليات. 

محررة النافذة مع مدير مستشفى دار السلام
محررة النافذة مع مدير مستشفى دار السلام

سماح سعيد

حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام جامعة الاسكندرية تدربت بالاهرام المسائي وقسم المعلومات بجريدة الأهرام اليومية وعملت بموقع مصر البلد الإخبارية محررة مؤسسات وهيئات خيرية ، وتعمل حاليا صحفية بموقع نافذة مصر البلد مسئولة عن أخبار وزارة التعليم والصحة والبيئة
زر الذهاب إلى الأعلى